لم تستقر الأمور تماما للخليفة المأمون، فبعد موت الأمين اهتزت الدنيا، فصراع الأخوة ترك أثرا سلبيا بين الناس، فما الذى جرى في سنة 201 ميلادية، وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير "ثم دخلت سنة إحدى ومائتين"
فيها: راود أهل بغداد منصور بن المهدى على الخلافة فامتنع من ذلك، فراودوه على أن يكون نائبا للمأمون يدعو له فى الخطبة فأجابهم إلى ذلك، وقد أخرجوا على بن هشام نائب الحسن بن سهل من بين أظهرهم بعد أن جرت حروب كثيرة بسبب ذلك.
وفيها: عم البلاء بالعيَّارين والشطار والفساق ببغداد وما حولها من القرى، كانوا يأتون الرجل يسألونه مالا يقرضهم أو يصلهم به فيمتنع عليهم فيأخذون جميع ما فى منزله.
فانتدب لهم رجل يقال له: خالد الدريوش، وآخر يقال له: سهل بن سلامة أبو حاتم الأنصارى من أهل خراسان.
والتف عليهم جماعة من العامة فكفوا شرهم وقاتلوهم، ومنعوهم من الفساد فى الأرض، واستقرت الأمور كما كانت، وذلك فى شعبان ورمضان.
وفى شوال منها: رجع الحسن بن سهل إلى بغداد وصالح الجند، وانفصل منصور بن المهدى ومن وافقه من الأمراء.
وفيها: بايع المأمون لعلى الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن الحسين الشهيد بن على بن أبى طالب أن يكون ولى العهد من بعده، وسماه: الرضى من آل محمد، وطرح لبس السواد وأمر بلبس الخضرة، فلبسها هو وجنده، وكتب بذلك إلى الآفاق والأقاليم، وكانت مبايعته له يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين.
وذلك أن المأمون رأى أن عليا الرضى خير أهل البيت وليس فى بنى العباس مثله فى عمله ودينه، فجعله ولى عهده من بعده.