نعرف سور القرآن الكريم بأسمائها، لكن من الذى سماها، هل كان ذلك "توقيفا" أى وحى من الله سبحانه وتعالى للنبى محمد عليه الصلاة والسلام، أم أنه كان اجتهاد من النبى للتبسيط على الصحابة؟
ذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن النبى صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام ابن جرير الطبرى رحمه الله :"لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال الزركشى رحمه الله "ينبغى البحث عن تعداد الأسامى : هل هو توقيفى، أو بما يظهر من المناسبات؟
فإن كان الثانى فلن يعدم الفَطِنُ أن يستخرج من كل سورة معانى كثيرة تقتضى اشتقاق أسمائها، وهو بعيد".
وقال السيوطى رحمه الله :"وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك".
وقال الشيخ سليمان البجيرمى رحمه الله : "أسماء السور بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أسماء السور وترتيبها وترتيب الآيات كل من هذه الثلاثة بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم، أخبره جبريل عليه السلام بأنها هكذا فى اللوح المحفوظ" انتهى باختصار .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله : "وأما أسماء السور فقد جُعلت لها من عهد نزول الوحى، والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة".
وذهب بعض المعاصرين الذين كتبوا فى علوم القرآن، مثل الدكتور فهد الرومى فى "دراسات فى علوم القرآن" (ص/118)، والدكتور إبراهيم الهويمل فى بحث "المختصر فى أسماء السور" فى "مجلة جامعة الإمام" (ع30، ص135) .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن بعض أسماء سور القرآن الكريم كان بتسمية النبى صلى الله عليه وسلم لها، وبعضها كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم.