رحل عن عالمنا اليوم، الكاتب الإيرانى عباس معروفى، عن عمر ناهز الـ 65 عاما، بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان، فى ألمانيا، تاركا إرثا أدبيا كبيرا من روايات ومجموعات شعرية، التى جعلته واحدا من أهم الكتاب الإيرانيين.
يشار إلى أن رواية سيمفونية الموتى للكاتب عباس معروفى، تعد من ضمن أفضل 10 روايات صدرت فى تاريخ الرواية الإيرانية، حيث وصفها النقاد على أنّها النسخة الإيرانية من رواية "الصخب والعنف" لفوكنر، وقد صدرت الطبعة الأولى لها 1989.
والرواية توثّق معاناة المثقف الإيرانى فى مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية والأعوام التى تلتها عن طريق حكاية "آيدين" الشاعر الذى يصطدم بالمجتمع وبمحاولة والده فرض نمط حياة يتعارض مع تطلعاته كشاعر.
تبدأ حبكة الرواية عندما يقرّر "آيدين" السفر إلى طهران لاستكمال تعليمه لكنّه يصطدم بخبرٍ موت شقيقته متأثرةً بجروحٍ بليغة أصابتها إثر محاولة انتحارها حرقًا!، وبعد عامٍ من هذه الحادثة يموت الوالد ويترك أمواله مناصفةً للشقيقين، "آيدين" و"اورهان" الأمر الذى سيجعل الصّراع بينهما يبلغ ذروته وحتى يستولى أورهان على الثروة بأكملها يُقدم على فعلٍ لا يتصوره عاقل!!
من أجواء الرواية: "كانت الأمّ قلقة، وبعد أن فاحت رائحة طعام محترق فى المنزل، ضربت على ركبَتَيْها: (يا لتعاستي!). هرولتْ إلى المطبخ، وتبعها الأب حاملاً بيده القنديل. وقف على عتبة الباب وقال: (هذه نتيجة أفعالنا. ماذا فعلنا نحن؟) لمحتُ يَدَيْه ترتعشان والدمع قد غطّى كامل وجهه. استلمتْ منه القنديل. واندفع قائلاً: «نحن الآن نعيش فى مكان وتحت أقدامنا بالضبط مخزن من الكُتُب الضّالّة المُضِلَّة. لم يترك ولدنا كتابَ كُفر إلا وخزَّنه فى هذا القبو. صار شاعراً أيضاً. لم يبقَ إلاّ أن يعزف على آلة، ويغدو عاشقاً مطرباً. لكنى لن أسكت على هذا. شمّر عن ساعدَيْه، وقال وهو بتلك الحالة: يجب أن نُصلّى صلاة الكسوف..عدنا إلى الغرفة، وأدّينا صلاة الكسوف".