تمر اليوم ذكرى رحيل أحد أشهر المحدثين فى التاريخ الإسلامى وهو "الإمام البخارى" واسمه محمد بن إسماعيل البخارى الذى ولد فى 4 أغسطس 810 بمدينة بخارى، ورحل فى 1سبتمبر من عام 869 ميلاديه، ويعد الإمام محمد بن إسماعيل البخارى، أهم علماء علم الحديث، وصاحب كتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" المعروف بصحيح البخارى، والذى يعد أهم وأوثق الصحاح الستة.
وقد عانى الإمام البخارى فى حياته حتى أن البعض أخرجه من الملة وطردوه من مدينة نيسابور، والقصة وردت فى موسوعة "سير أعلام النبلاء (ج 12 ص 453)" للمؤرخ شمس الدين الذهبى، بأن صاحب "صحيح البخارى" عندما وصل إلى نيسابور، اجتمع عليه الناس هناك، فحسده بعض من كان فيها من مشايخ لما رأواه من إقبال الناس عليه، واجتماعهم عليه، حتى جاء محمد بن يحيى الذهلى، الذى حضر مجلس البخارى من قبل وحسده وتكلم فيه، يطلب من بعض أصحاب الحديث أن يذهبوا إلى هذا الرجل ويستمعون إليه، قائلا: اذهبوا إلى هذا الرجل، فإنه يقول: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، فامتحنوه فى المجلس.
بدأ انتقاد الإمام البخارى مبكرا جدا، بعدما بدأت شهرته تتسع وبدأ الناس يعرفونه ويعرفون علمه، وبعد انتهاء رحلته لطلب العلم فى مكة وبغداد ومصر وغيرها من البلاد صار له مجلس أينما حل أو ذهب، وصار ما يقدمه من العلم معروفًا وبدأ الناس ينتبهون إلى قوله، وذات مرة قرر الإمام الذهاب إلى «نيسابور» فى عام 250 هجرية وظل هناك قرابة 5 سنوات وهناك بدأت، ما أطلق عليه الجميع "محنة البخارى".
وبعد رحلة طويلة شاقة لقى فيها الشيوخ ووضع مؤلفاته رجع إلى نيسابور للإقامة بها، لكن غِيْرَة بعض العلماء ضاقت بأن يكون البخارى محل تقدير وإجلال من الناس، فسعوا به إلى والى المدينة، وألصقوا به تهمًا مختلفة، فاضطر البخارى إلى أن يغادر نيسابور إلى مسقط رأسه فى بخارى، وهناك استقبله أهلها استقبال الفاتحين، فنُصبت له القباب على مشارف المدينة، ونُثرت عليه الدراهم والدنانير، لكن أمير بخارى "خالد بن أحمد الدهلى" طلب من البخارى أن يحضر مجلسه فرفض الإمام، فغضب الأمير، وأمر بنفيه من المدينة، فخرج من بخارى إلى "خرتنك"، وهى من قرى سمرقند، وظل بها حتى تُوفِّى فيها.