أقامت وزارة الثقافة خلال شهر رمضان المبارك، عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والفنية، ضمن خطتها للاحتفال بالشهر الكريم، وتنوعت الفعاليات ما بين الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية سواء معرضا للكتاب أو وردود الأفعال تجاهها فهناك ما شهد تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وهناك ما شهد إقبالا ضعيفا، مما يلفت النظر إلى اختلاف المقومات التى اعتمدت عليها خطة الفعاليات.
فإذا نظرنا إلى معرض فيصل للكتاب فى دورته الخامسة، والذى تمت إقامته فى الفترة ما بين 15 يونيو و26 يونيو، وشارك فيه نحو 50 ناشرا، تنوعوا ما بين قطاعات وزارة الثقافة ودور النشر الخاصة، نجد أنه من الجيد إقامة معرض للكتاب خلال هذا الشهر الكريم، مما يقدمه من خدمات ثقافية وتنشيط للقراءة خاصةً وصول التخفيضات على الكتب إلى 70%.
وعلى الرغم من أهمية معرض فيصل للكتاب، الذى تقيمه الهيئة العامة للكتاب، إلا أن ظروف التوقيت فى رمضان، منع عددا كبيرا من الجمهور من الحضور والشراء، خاصةً فى ظل إقامة عدد من الفعاليات الثقافية و الفنية التى تشجع على الحضور، حيث أهتم المعرض هذا العام بإقامة أمسيات شعرية لشعراء الشباب تشجيعاً لهم على إبداعهم، فأقام 6 أمسيات شعرية لـ"إيمان بكرى، سالم الشهبانى، أحمد صالح، وماجد اليوسف و سعيد قنديل، وليلة فى حب بيرم التونسى.
كما أقام المعرض هذا العام بعرض 7 أفلام الأفلام الوثائقية، مثل؛ فيلم "ذاكرة الجيش..حرب أكتوبر"، "ذاكرة الجيش.. الشهداء الأحياء والأموات"، "ذاكرة الجيش..أيام لا تنسى"، فيلم سينمائى عن المشير محمد عبد الغنى"، وفيلم عن الأعلام فى الرياضة المصرية.
وبالإضافة إلى الأفلام الوثائقية، كانت الأفلام الكارتونية السينمائية للأطفال، و حفلات الإنشاد الدينى ومسرحيات، كما تم إقامة ثلاثة ندوات ثقافية منها ندوة رمضان شهر المثل والانتصارات، فضلاً عن العروض الفنية الكثيرة و التى وصلت إلى 11 عرض فنى لفرق مختلفة مثل فرقة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعرض لفرقة بنى سويف للفنون الشعبية، وعرض كورال أطفال فرقة بورسعيد.
أما الهيئة العامة لقصور الثقافة، فقد شهدت وفرة كبيرة فى فعالياتها الثقافية والفنية، فى جميع محافظات مصر، كما إنها فعّلت عدد من البروتوكولات التى كانت منعقدة، مثل إقامة ندوات فى المساجد تفعيلاً لبروتوكول تعاون وزارة الأوقاف، وإقامة ندوات فى قطاع الأمن المركزى بمحافظة الأقصر تفعيلاً لبروتوكول المنعقد مع وزارة الداخلية، هذا فضلاً عن الحفلات الفنية والتنورة، ومعارض الحرف اليدوية.
وربما كان للأماكن التى اختارتها "قصور الثقافة" فى إقامة فعالياتها فى القاهرة، كبير الأثر فى جذب الجمهور حيث تشهد كثافة طبيعية فى شهر رمضان المبارك، حيث اختارت الهيئة مدينة الفسطاط و منطقة شارع المعز.
وكان من ضمن الفعاليات التابعة لهيئة قصور الثقافة، هى "مقهى مصر المحروسة"، الذى نظمها الكاتب الصحفى يسرى السيد، مدير تحرير جريدة مصر المحروسة، التابعة للهيئة، والتى أقيمت على مقهى بمنطقة السيدة زينب، رغبةً فى الوصول إلى المواطن العادى والبسيط، وكانت الموضوعات التى تناولها المقهى على قدر من الأهمية، و الضيوف أيضاً فحضر على سبيل المثال مجموعة كتاب فلسطينيين، ونجوم الرياضة مثل الكابتن ربيع ياسين، والكابتن محمود معروف، ومجموعة من أبطال حرب أكتوبر، ولكن على الرغم من تواجد هؤلاء الضيوف الهامين، إلا أن الجمهور لم يتواجد، و إذا كان تواجد الجمهور كبيراً لكان المقهى من أهم ما تقدمه الهيئة فى رمضان.
ومن أبرز ما أقامته وزارة الثقافة هذا العام من فعاليات، هى الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، التى استمرت طوال أسبوعين، بعد افتتاحها يوم 13 يونيو الماضى، ونظم الفعاليات كل من المركز القومى لثقافة الطفل والمجلس الأعلى للثقافة.
وضمت الحديقة الثقافية ركنا خاصا بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، وعروض لفرق الفنون الشعبية والتنورة، ومعرضاً للكتب، وورش تعليم الفنون التشكيلية لفنانى المركز القومى لثقافة الطفل والحديقة، هذا فضلاً عن عروض الساحر والأراجوز والمهرج الصغير، ومعرض منتجات للجهات المشاركة من الجاليات الأفريقية والجمعيات.