أدى التنقيب عن موقع الدفن في القرن الثاني قبل الميلاد في منطقة توسكانا الجنوبية بإيطاليا إلى توفير معلومات جديدة عن الهوية الأترورية التى نجت من الغزو الروماني لإتريا، تم اكتشاف الموقع في عام 2017 خلال مشروع بناء، وكشف عن مستوطنة وما يرتبط بها من مدافن والتي تم دراستها من قبل الباحثين في ذلك الوقت ولكن لم يتم نشرها.
ووفقًا للباحثين في جامعة بافالو الأمريكية الذين أجروا دراسة حديثة عن الموقع الأُثرى فإن الخصائص الراسخة والمتميزة لأبناء الحضارة الأتروسكانية قد نجت في وجود القوة الرومانية المهيمنة والقانون المرتبط بها.
استمرت التقاليد الأتروسكانية لأكثر من قرنين من الزمان بعد الغزو الروماني وشكلت المنطقة المحلية بدمج كل من العادات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للحضارة، حتى دمرت المنطقة خلال الحرب الاجتماعية بين الجمهورية الرومانية والعديد من حلفائها المستقلين في ايطاليا.
يقول أليساندرو سيباستياني، مؤلف الورقة البحثية والأستاذ المساعد في قسم الكلاسيكيات بجاعة بافالو الأمريكية: "تُظهر لنا هذه النتائج كيف ينبغي أن نتحدث أكثر عن التبادل الثقافي والاجتماعي بدلاً من تبعية مجموعة سكانية لأخرى كما يكشف التحليل عن العلاقة المثيرة والمعقدة بين الأتروسكان والرومان، حيث تعيش المجتمعات الأترورية وتتكيف مع العالم الروماني."
يقول سيباستياني: "افتتحنا ثلاثة مقابر إتروسكانية متأخرة كانت سليمة تمامًا، مما يلقي ضوءًا جديدًا على التمثيل المجتمعي للعائلات التي تعيش وتعمل في القرية، ونظرًا لأنه تم نهب هذه المواقع بحثًا عن الذهب، فمن النادر جدًا العثور على موقع لم يمس، مع وجود جميع البضائع الجنائزية بعد أكثر من 2200 عام، بما في ذلك الأقراط الذهبية، والتيجان الذهبية، والحلقات البرونزية مع تمثيل هرقل، وصناديق حديدية وأداة لتنظيف الجسم ووالفخار الناعم.
يتابع سيباستياني: "يقدم الموقع الأثرى قطعًا جديدة للأحجية المعقدة للمستوطنات التاريخية في إتروريا خلال الفترة الانتقالية للغزو الروماني، وتطورها في النظام السياسي الإمبراطوري، والفترة القديمة المتأخرة، وصعود مجتمع القرون الوسطى".