فى ذكرى وفاته الـ 29 نكشف.. زكى نجيب محمود الأوراق الخاصة والكتابات الأولى

• كان مصير هذه الأوراق الذهاب إلى أكوام "الدشت" ليعاد تصنيعها والصدفة وحدها أنقذت الأرشيف الصحفي الكامل لرائد التنوير • لأول مرة ننشر ثلاث محاضرات بصوت فيلسوف الأدباء يتناول فيها مشكلات مازالت مطروحة حتى اليوم • بعض هذه الأوراق كانت مشروعا لم يتم لكتاب كبير عن الراحل الكبير بقلم زوجته الدكتورة "منيرة حلمي" • مقال نادر بخط يد الراحل الكبير عمره 50 عاما يستعرض فيه فضل الكتاب على الحضارة الإنسانية • معد بالإذاعة.. وظيفة خفية امتهنها "زكي نجيب محمود" في الخمسينات.. ونكشف 18 اسكربت نادر بتوقيع أديب الفلاسفة دراما حزينة كان تاجر الكتب القديمة جالسا بين أكوام الكتب والمجلدات وكأنه ملك متوج على عرشه، غير أن هذا الملك المتوج لم يكن عادلا أبدا مع رعاياه، على يمينه كومة، وعلى يساره كومه، وأمامه كومة، يأخذ من الكومة التي على اليمين كتابا ويتفحصه في ثانية أو ثانيتين ثم يقربه إلى يساره وكأنه ابن مدلل، ثم يأخذ من يمينه كتابا آخر ويتفحصه سريعا، ويدفع به إلى كومه أمامه وكأنه شريد، أما الملفات المتناثرة وقصاصات الجرائد فقد كانت في الدرك الأسفل من الاهتمام، ولم يكن ليمنحها لحظة من وقته ولا نظرة من عينه ولا لمسة من يده، فكان يدفعها بقدمه كتلة واحدة إلى غياهب "الدشت" حاكما عليها بالإعدام لتباع بالكيلو. في هذه الغياهب وجدت ما تراه أمامك، الأرشيف الصحفي الكامل لحكيم مصر وكاتبها الكبير "زكي نجيب محمود" كتاباته الأولى في المجلدات الثقافية الرصينة، معاركه الثقافية مع المثقفين والكتاب، معاركه الفكرية مع رموز التيار الديني في وقته، آرائه في السياسة والثقافة والفلسفة والمجتمع، رؤيته للحب والزواج وعلاقته مع زوجته الفاضلة الدكتورة منيرة حلمي، صور متفرقة في أروقة الجامعة والمنزل، كتابات بخط يده ومسودات لمقالات أو كتب، شرائط كاسيت تحمل صوته الآسر الوقور، حلقات إذاعية كتبها وأعدها زكي نجيب محمود بنفسه، صورة كاملة لرجل عظيم ملأ الدينا وشغل والناس وعلم أجيالا بعد أجيال، صورة عامرة لعصر كريم كان فيه العظماء يتلاقون ويتناقشون ويتعاركون ويتفقون ويختلفون، صورة مبهرة لزمن فضيل أدخلناه بأيدينا إلى جهنم الحمراء تحت أكوام المهملات. فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة لا أبالغ إذا قلت إن ما وجدته كفيل بعمل العديد من الكتب وليس موضوعا صحفيا أو حتى سلسلة موضوعات فحسب، فلأن الراحل الكريم "زكي نجيب محمود" عاش عمرا مديدا حافلا بالأفكار والعلاقات والكتابات والخبرات، جاء أرشيفه الصحفي على ذات الشاكلة، ولأنه كان واسع الثقافة متعدد الاهتمامات مكتمل الأدوات جاءت تلك الموضوعات على قدر رفيع من الإتقان والدقة، فقد كان مثقفا موسوعيا بحق، يعرف عن الجغرافيا ما يعرفه عن التاريخ ويعرف عن التاريخ ما يعرفه عن اللغة والشعر والأدب، ويعرف عن اللغة ما يعرفه عن المجتمع، ويعرف عن المجتمع ما يعرفه عن الفلسفة التي هي مجال اختصاصه والتي استطاع أن يصل بها إلى الناس وأن يصبح نجما فيها، في زمن كان لدينا فيه نجوما في الفلسفة ونجوما في الهندسة، ونجوما في القانون، ونجوما في الشعر والتاريخ والمسرح. 88 عاما قضاها "زكي نجيب محمود" في محراب المعرفة والأدب والفلسفة، فكون من خلالها نموذجا لما يجب أن يكون عليه المثقف المتأمل لواقعه والمناضل من أجل مجتمعه والمكافح من أجل أن يشع النور والعلم والحكمة والفكر السديد، فاستحق أن يصبح كما أطلق عليه العقاد "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة" فقد ولد الراحل في أول فبراير 1905 وتوفى في 8 سبتمبر 1993، وفيما بين التاريخين صنع الراحل تاريخا عامرا بالألق، ومنذ انضمامه إلى أسرة تحرير مجلة الرسالة صار أحد أعلام الفكر والعلم والتراث، مناديا بالحداثة الغربية غير غافل عن تراثه الشرقي الكبير، وفي هذه الرحلة الطويلة الممتدة عمل بالتدريس في مصر بعد تخرجه في كلية المعلمين العليا، ثم سافر إلى انجلترا وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن، سنة (1947م)، وحينما عاد إلى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وفي العام 1965 أسند إليه وزير الثقافة عبد القادر حاتم مهمة عمل مجلة فكرية رصينة فأسس مجلة الفكر المعاصر ورأس تحريرها حتى رحيله، وظل أستاذا بكلية الآداب حتى عام 1968م وهي السنة التي سافر فيها ليعمل أستاذا للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة، وكان قد سافر قبلها في الخمسينات إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعمل أستاذا زائرا في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية ثم جامعة بولمان بولاية واشنطن ثم عمل ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية بواشنطن، وبعد عودته من الكويت في العام 1973 مارس الكتابة في الأهرام بمقال أسبوعي كل ثلاثاء، وكانت مقالته تنشر في خمس صحف عربية في نفس يوم صدوره بالقاهرة تقديرا لمكانته واستثمارا لسمعته الطيبة وتلهف القراء على قراءة أفكاره ومتابعة مواقفه. وقد ترك زكي نجيب محمود أكثر من أربعين كتابا فكريا رصينا زينت المكتبة العربية، كما توج بالعديد من الجوائز المهمة مثل جائزة الدولة التشجيعية 1960 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1975 ومنحته جامعة الدول العربية جائزة الثقافة العربية 1985 وكان أول من نالها في العالم العربي، ومنحته الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه سنة 1985م وحصل على جائزة سلطان العويس سنة 1991 من دولة الإمارات العربية، وهي ذات السنة التي اعتزل فيها الكتابة نهائيا لشعوره بأنه أدى رسالته على أكمل وجه، وقد ضعف بصره الذي أرهقه في النظر والتأمل والمراجعة والتحقيق وقد أدركته المنية بعد ذلك بعامين، بعد أن وضع بصمته في الحياة الثقافية العربية بكل ثقة واقتدار. ماذا وجدت في "غياهب الدشت"؟ "أستاذ الدكتور زكي بك تحياتي وكل عام وأنتم بخير – ولقد انقضى من الوقت الكثير الذي لم أحظ فيه بسماع صوتكم أو حتى الاستمتاع بكتاباتكم الأسبوعية، ثم استذكرت ما قررتموه من عدم الكتابة، غير أني رغم ذلك كان بودي أن ألقاكم وأن أتحدث إليكم وأستمع منكم ولم يعد التليفون يفي بالغرض لعدم إجابته – ولم يعد أمامي إلا القدوم بغير استئذان وهو ما أعتذر عنه مقدما سائلا عنكم وداعيا لكم بالصحة والسعادة والسلام عماد النجار" ما سبق كان نص رسالة قصيرة كتبها المستشار "عماد النجار" رئيس محكمة الاستئناف الأسبق على ظهر كارت شخصي مدون به أرقام تليفوناته بالمنزل والمكتب وعلى ما يبدو فقد بعث "النجار" بهذه الرسالة إلى الدكتور زكي نجيب محمود في أواخر أيامه، و نرى فيها ذلك الأثر الكبير الذي تركه قرار زكي نجيب محمود باعتزال الكتابة، كما يدلنا على مدى متانة العلاقة الإنسانية التي كانت تربط أديب الفلاسفة بمحبيه ومعجبيه، وهو الأمر الذي جعل الوزير الأسبق فاروق حسني يلازمه في صحته ومرضه حتى أن آخر صورة التقطت للراحل الكبير كانت بجوار الفنان الكبير فاروق حسني في المستشفى. خلاف الرسالة السابقة فكما ذكرت سابقا فقد حوت الأوراق والدفاتر التي وجدتها على الأرشيف الصحفي الكامل للدكتور زكي نجيب محمود من الثلاثينيات وقت أن عمل محررا في مجلة الرسالة وحتى ما بعد رحيله، وقد جمع الراحل العظيم جزء من هذا الأرشيف بنفسه في حياته وأرشف بعضه واضعا ملاحظاته بخط يده، والجزء الآخر جمعته زوجته الراحلة الكريمة وشريكة حياته الدكتورة "منيرة حلمي" استاذة علم الاجتماع لعمل كتاب عنه، وقد بوبت هذا الكتاب ووضعت خطته البحثية بخط يدها، لكن على ما يبدو لم يكتب لهذا المشروع الاكتمال ولم تحتو قاعدة بيانات دار الكتب المصرية على أي كتب للدكتورة منيرة حلمي تتناول حياة زوجها الراحل الكبير برغم وجود العديد من الكتب الأخرى بقلمها. مشروع لم يكتمل كعادة أساتذة الجامعات والباحثين كتبت الدكتورة منيرة حلمي خطة بحث كتابها المزمع عن "زكي نجيب محمود" على ورقة إجابة من أوارق الامتحانات الخاصة بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة طنطا الفرقة الثالثة، وكما هو واضح بالختم الممهورة به الأوراق فقد كان ذلك في سنة 1995، أي بعد وفاة الدكتور زكي نجيب محمود بسنتين، ووفقا لما كتبه الكاتب الراحل سعيد اللاوندي فقد ماتت الدكتورة منيرة حلمي في عام 2012 وفي ذات الشهر الذي ولد فيه زوجها، وقد كتبت الدكتورة منيرة حلمي عناوين الكتاب الرئيسية بيدها عازمة على أن تبدأ الكتاب بمقدمة بقلمها وفي الفصل الأول تتناول ترجمة عن حياة المفكر الراحل، وفي الفصل الثاني بعض تعليقات الكتاب والباحثين والصحفيين على كتبه، وفي الفصل الثالث مثالات عن فكره في الفلسفة والفن والأدب واضعة شروطا بحثية صارمة وهي أن تكون تلك المقالات (تلتزم الموضوعية/ تقوم بالدراسة والتحليل/ تبتعد عن الإسفاف أو المبالغة/ متنوعة الاتجاهات/ متنوعة الأسماء) وفي الفصل الرابع: حوار مع زكي نجيب محمود وكتبت (أسئلة وأجوبة، يرتكز على الأسئلة التي لها صبغة معاصرة وتصنف بحسب الموضوعات، المرأة/ الشباب/ التعليم/ الثقافة/ السياسة/ الحب/ الفن/ الأدب/ النقد/ الدين/) وفي الفصل الخامس تتناول الكتب التي صدرت عنه وكتبت (عرض مختصر لأهم الكتب التي ظهرت عنه / اسم المؤلف/ عنوان الكتاب/ الفكرة الرئيسية/ عرض موجز لأهم الأفكار أو الفصول التي دار حولها الكتاب) أما الفصل السادس فقد خصصته رحمها الله لعرض أهم الرسائل العلمية التي تناولت فكر زكي نجيب محمود ووضعت شروطا لعرض كل رسالة تضم (اسم الطالب واسم الرسالة ومكان النشر وموضوعها وعرض أهم أفكارها أو فصولها، والفصل السابع قررت أن يحمل عنوان "أوراق مجهولة" وكتبت "يمكن أن يوضع فيه المقالات التي لم تثبت في كتب/ يمكن أن يوضع فيها الأحاديث التي أعدها للإذاعة/ يمكن أن يوضع فيه خواطر أو أشياء أخرى مجهولة" هذا ما كتبته السيدة الفاضلة المرحومة منيرة حلمي زوجة الراحل الكبير زكي نجيب محمود، وعلى ما يبدو أن أعدت تلك المادة الكثيرة المتداخلة لعمل هذا الكتاب، واستغلت ما كان الراحل "زكي نجيب محمود" قد أعده من قبل وأضافت إليه فيما بعد الكثير والكثير خاصة ما يتعلق بالمقالات التي كتبت بعد موته، وقد ضمت تلك الأوراق التي حصلت عليها الكثير والكثير من الأوراق الخاصة والخاصة جدا لكلا من الدكتور الراحل وزوجته الفاضلة، منها مثلا نتائج التحاليل والأشعة والفحوصات الطبية، شريط كاسيت به محاضرتان كاملتان ومحاضرة غير كاملة، أوراق وخطابات الحسابات البنكية ودفاتر التوفير في بنك القاهرة والبنك الأهلي وبنك مصر، بعض كروت المعايدة التي أتت إلى الأسرة من بعض الأقارب أو المعارف، بعض الكروت الشخصية، صور شخصية وبعض صور لأطفال العائلة، بطاقة إثبات الشخصية الجامعية للدكتورة منيرة حلمي ومثبت لها الدكتور زكي نجيب محمود، البطاقة الشخصية للدكتورة منيرة حلمي، كارنيهات نادي الجزيرة، بعض إيصالات الكهرباء والتليفون، محفظة جلدية لا أعرف على وجه اليقين هل كانت تخص الدكتورة منيرة حلمي أم زوجها الراحل، شهادة بيان معاش، شهادة تقدير من جامعة المنوفية مهداة للدكتورة منيرة حلمي بمناسبة عمل رسالة دكتوراه بإشراف الدكتور الراحل عاطف العراقي تلميذ نجيب محمود الأبرز، شنطة سفر سوداء كبيرة من الجلد الطبيعي تحمل كارت شخصي للدكتور زكي نجيب محمود مضافا إليه بالحبر الأزرق اسم زوجته، وتلال من الموضوعات الصحفية والحوارات المهمة والمقالات المختلفة لزكي نجيب محمود، وقد أتت هذه الموضوعات على قدر كبير من الاكتمال فشملت مقالات البدايات والحوارات التي أجريت معه في العديد من المطبوعات العربية والعالمية، والكتابات التي عتبت عنه أو اشتبكت مع أفكاره صوتك رخيم آتى من رحم المجهول أول الأشياء التي استرعت انتباهي في هذا كله هو تسجل صوتي لحديث أقرب إلى المحاضرة مع الدكتور زكي نجيب محمود، وربما يكون هذا الحديث كان معدا للإذاعة، وربما كان نواة لمشروع "كتاب صوتي" كان ينوي محمود أن يشرع فيه، لكن اللافت في الأمر هو أن المحاضرات الثلاثة طرحت أسئلة مهمة مازالت محل نقاش فلسفي ونقدي إلى الآن، وهذه الأسئلة هي 1- هل للمصريين خاصة والعرب عامة فلسفة 2- هل نمتلك مدرسة نقدية خاصة؟ 3- ما هي بنية الثقافة المصرية؟ وهو ما يدل على أن تلك المحاضرات الثلاث كانت متصلة ببعضها البعض، وأنها صنعت من أجل هدف محدد، وسأعرض هنا جزء كبير من المحاضرة الأولى، على أن أذيع المحاضرات الثلاثة كاملة في موقع الجريدة. تيارات الفلسفة المعاصرة. في عصرنا أربعة تيارات مختلفة، تلتقي كلها في نهاية الأمر في أم واحدة أو أصل واحد هو الذي يصور روح العصر الذي نعيش فيه، أما هذه التيارات الأربعة الأساسية فهي مقسمة تقسيما جغرافيا أولها فلسفة التحليل، وهي التي تتركز أساسا في الشمال الغربي من القارة الأوربية أي في إنجلترا على الخصوص، أما التيار الثاني فهو تيار الفلسفة البرجماتية أو العملية هي تتركز أساسا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم يأتي تياران بعد ذلك في غرب أوربا وشرقيها أما غرب أوربا فيسودها الفلسفة الوجودية، وأمها شرقها فيسوده الفلسفة المادية الجدلية إذا دققنا النظر في هذه التيارات الأربعة، فسنجدد أنها تنقسم إلى محورين أساسيين، أولهما يجعل الفلسفة فلسفة للعلوم، وهذه تشمل فلسفة التحليل في بريطانيا وتشمل أيضا فلسفة البرجماتية في الولايات المتحدة الأمريكية فكلتاهما فلسفلة لا تعنى بالإنسان وحياته وإنما تعنى بالفكر العلمي وطريقة إضافته. أما التياران الثاني والثالث الوجودية من جهة والمادية الجدلية من جهة أخرى، فكلاهما يعنى بالإنسان وحياته، الوجودية تعنى بالإنسان من حيث هو فرض، والمادية الجدلية تعنى بالإنسان من حيث هو عضو في مجتمعه ما هي علاقته بالمجتمع وما علاقة المجتمع به. فلسفة للعلوم إذن من جهة وفلسفة للإنسان من جهة أخرى، وقد يلفت النظر إنها تيارات جد مختلفة بعضها عن بعض، فما هو ذلك الرباط الذي يجعلها فلسفات العصر الحالي الرباط هو أن الأربعة جميعا لا تجد نفسها تضطر إلى مجاوزة هذه الطبيعة التي تقلنا وتظلنا أي أنها تصب عنايتها بالحياة هنا على هذه الأرض داخل هذه الطبيعة التي نعيش فيها، ففلسفة العلوم لا تجاوز العلوم في تحليلها وإظهار وفلسفة الإنسان وجودية كانت أم مادية جدلية فتعنى بالإنسان من حيث هو كائن مريد قائم هنا على هذه الأرض، ولا ضرورة في نظر هذه التيارات الأربعة إلى التماس علة كبرى أولى أو أخيرة تجاوز هذه الحياة الإنسانية هنا والآن، إذن فروح العصر هي العناية بالإنسان من ناحية علمه أو من ناحية إرادته وحياته العلمية، وهنا يأتي سؤال: أين مكاننا نحن من هذا؟ من غير شك إننا من حيث نحن أمة عربية بصف عامة وأمة مصرية بصفة خاصة فإننا نعيش ثقافة عميقة طويلة عريضة بعيدة التاريخ/ لا يمكن أن تقصر نفسها على حدود هذا الواقع وهذه الطبيعة وإنما تجد حتما عليها أن تجاوز هذه الطبيعة إلى ما ورائها وتجاوز هذا الواقع إلى ما فوقه، أعني تجاوز هذا الخلق إلى خالقه وإلى ربه، إذا لابد من جانب ديني ينقلنا من حدود الواقع إلى ما سبقه وإلى ما سوف يكون بعده حينما يزول كل شيء ولا يبقى إلا وجه ربك. هذا هو توجهنا نحن أن نضيف تيارا رابعا (قالها هكذا سهوا والأصح أن يقول تيارا خامسا) إلى التيارات الأربعة التي تكون تيارات هذا العصر، والتيار الرابع(الأصح أن يقول الخامس) هو لحسن الحظ نفسه التيار الذي يتضمن القيم، لأن القيم ليست كقطع الأحجار نجدها على الأرض وإنما كلها عبارة عن ما وراء، أي ما وراء الواقع، نبتكرها نحن أو تهبط علينا وحيا" زكي نجيب محمود معدا إذاعيا طبائع الناس تتفتح في الاشتراكية كما تفتح الزهور في ملف متوسط الحجم كنت على موعد مباغت بشيء في غاية الندرة والطرافة في آن، فقد اكتشفت وظيفة أخرى قام بها العالم المفكر الكبير زكي نجيب محمود في حياته المديدة، فمعروف أن زكي نجيب محمود قد عمل مدرسا وكاتبا وأستاذا جامعيا وعضوا في لجان الترجمة والنشر وحتى دبلوماسيا، لكن أن أكتشف أنه عمل معدا في الإذاعة المصرية فقد كان هذا الأمر غاية في الطرافة بالنسبة لي. حوالي 17 "اسكربت إذاعي" دفعة واحدة، بعضها لا يتجاوز الثلاث ورقات، والبعض الآخر أكبر بكثير، واللافت إن هذه الـ"اسكربتات" كتبت كلها على الآلة الكاتبة، وأنها كلها كتبت في أجواء الخمسينات وبداية ثورة يوليو حيث أعطت الغلبة للموضوعات المتعلقة بالثورة والتنظير لها، وقد أثبت "زكي نجيب محمود" على رأس بعضها الغرض من كتابتها فكتب أسفل العنوان "أعدها للإذاعة" زكي نجيب محمود" بينما لم يكتب هذه الجملة في البعض الآخر، لكننا نستشف من طريقة كتابتها وتشابه موضوعاتها وتطابق نوعية الورق وطريقة الكتابة من أنها أعدت لغرض واحد، وجاءت عناوين تلك الـ"اسكربتات" كالتالي (تحية للشاعر إبراهيم طوقان شاعر فلسطين، الأدب في المجتمع الاشتراكي، الشخصية الآسيوية الأفريقية ومقوماتها، الكون والفساد تأليف أرسطو طاليس وترجمة أحمد أمين، دروس تعلمناها من محنة العدوان، صور من الآداب الشرقية، الجامعة والمجتمع في عهد الثورة، حرية الكلمة في الميثاق، الثورة تخلق قيما جديدة، الفكر العربي المعاصر والقيم الإنسانية، القيم الإنسانية في الفكر العربي المعاصر، تطور العلم عند العرب1، تطور العلم عند العرب2، تطور العلم عند العرب3، مقومات الفكر العربي المعاصر، صور من الآداب الشرقية 3 ، اتجاهات الفكر المعاصر الاشتراكية وحرية الإنسان) وقد رأيت أن أننقل هنا النص الكامل لأحد هذه الـ"اسكربتات" لعدة أسباب: أولا ليكون شاهدا على عصر كبير كانت النخب الحقيقية هي التي تولى توجيه الرأي العام، ثانيا لأضرب نموذجا لما يجب عليه أن يكون المثقف الحقيقي تجاه قضايا وطنه، فها هو "زكي نجيب محمود" يقف مع ثورة يوليو بكل جوارحه وينظر لنظام الحكم الاشتراكي بما يقنع العقل لا بما يصم الأذن، ثالثا لأظهر للجميع كيف كانت لغة الإعلام في مصر وقت أن كانت مصر تقول فيسمع الجميع. الاشتراكية وحرية الانســـــان اعده للإذاعة : الدكتور زكي نجيب محمــــــود طبيعة الانسان التي ولد بها هي ان يكون حرا، إنه لا يجادل في هذه الحقيقة الناصعة إلا مغرض يريد أن يحقق لنفسه أطماعا شخصية على حساب حقوق الآخرين ولكن ماذا نعنى بهذه الكلمة السحرية التي ما فتئ الإنسان يتغنى بها منذ خلقه الله انسانا؟ حتى أعداء الحرية انفسهم لم يجرؤوا أن يعلنوا عداوتهم لها، فتراهم يطلقون اسم الحرية على ما شاءت لهم أنفسهم الجشعة من ظلم وطغيان - فباسم الحرية ونشرها استبد المستبدون واستعمر المستعمرون واستغل المستعلون؟ وانا أسأل الآن : ماذا نعنى بهذه الكلمة السحرية القاهرة التي هي من طبيعة الانسان وفطرته في صميم الصميم؟ للحرية معنيان أساسيان : أحدهما سلبي والآخر إيجابي، والمعنى السلبى هو الذي ألاحظ أنه الأعم والأغلب في اذهان معظم الناس، على أن معناها الايجابي هو أجدر بالتنبه والوعي، فإما المعنى السلبي فهو الشائع المعروف من ان حرية الحر هــی تخلصه من قيود كانت تغله، كما تطلق السجين من محبسه، أو كما تفك الأغلال من المقيد بها فتنطلق حركته بعد أن كانت مقيدة. ومن هذا القبيل نفسه أن تحرر أمة من حكم المستعمر الذي يتسلط على أقدارهــــا وخطاها، لكن هذه الحرية الـ"سلبية" على أهميتها البالغة لا تكون شيئا إذا قيست بالحرية الايجابية التي لابد أن تجي - مرحلة ثانية مكملة لها، والتي بغيرها تكون الحرية السلبية کالمركب التائه على سطح الماء لا يعرف لنفسه هدفا يتجه إليه ويرسو عنده. وأقصد بالحرية الإيجابية قدرة الإنسان على أن يتصرف فيما بين يديه من قوى ومواد، فلو أعطيت كل المواد اللازمة لبناء منزل لو أعطيتها لمن لا دراية له بكيف يكون البناء . كانت له حريته السلبية وحدها، لأن أحدا لا يفيد، ولا يحول بينه وبين أن يعمـل لكن لم تكن له الحرية الايجابية التي تمكنه من استخدام هذه المواد التي أعطيت لـــه فالحرية الايجابية قدرة ومعرفة وعمل، قارن بين رجلين قدم لهما جهاز علمی ـ مثلا ـ وكان لأحدهما دراية به وبطريقة استخدامه، على حين كانا الآخر محروما من هذه الدراية، أفلا يكون أولهما متمتعا بنوع من الحرية، إزاء هذا الجهاز العلمى، لا يتمتع بهــ الثاني؟ فماذا تقول في نظام اجتماعی يهيئ لأفراده السلبية السلبية ويسد عليهم سبل الحــرية الايجابية ؟ وماذا تقول في نظام اجتماعي يقال فيه للافراد انكم أحرار؟ فاعملوا ماشــــــــــتم لا قيد عليكم، حتى إذا ما هم هولاء الافراد أن يلتمسوا العمل، وجدوا الصعاب قائمـة في وجوههم، لأن أصحاب المصالح يوجهونه كيف شاءوا؟ تلك هي حرية النظام الرأسمالي فلا قيد على الناس، ولكن لا تهيئة للظروف الملائمة التي تجعل صاحب القدرة يستخدم قدرته الى المدى الذي يستطيع ان يستخدمها في حدوده. وليس كذلك النظام الاشتراكي لأنه نظام لا يقف عند حدود الحرية السلبية بل يجاوزها الى الحرية الايجابية، إذ يضع كل فرد في الظروف التي تمكنه من استغلال قدراته ومن التصرف في حياته العلمية والعملية إلى آخر مدى في وسعه، فاذا قلنا إن الحرية هي أهم ركن من أركان الطبيعة البشرية وعلى أساسها تنبني مسئوليته الاخلاقية أمام نفســه وأمام الناس( وأمام ربه ) فإنما نعنى الحرية بعينها، السلبي والايجابي معا، فالسلبی تزال الحواجز والإيجابي تهيأ ظروف العمل، كل لما أعد له. ولست أدري إلى أی هاوية تنحدر الانسانية إذا لم يتغير الاطار الاجتماعي تغيرا يساير ما قد حدث فعلا من تغير في طريقة العمل إبان هذا القرن العشرين؟ فقد زاد استخدام الآلة التي تسير يفعل البخار والبترول والكهرباء وها هي ذي الطاقة الذرية قد أخذت تتسلم دورها، أقول ان استخدام الآلة قد اخذ يزداد في هذا القرن العشرين ازديادا أدى ـ في حساب علماء الإحصاء ـ أن يكون للإنسان الآن 3 ٪ فقط من العمل يعمله بيديه. وللحيوان 1 % وللآلة ٧٦ % وطبيعة الحال سوف تطرد هذه الزيادة بنسبة أكبر عندما يتم استخدام الطاقة الذرية على مدى أوســع. ولك ان تتصور ماذا تؤدي إليه هذه الحالة من تركيز لرأس المال في أياد قليــــــلة جدا ، في أرجاء العالم كله، وإذا قلنا تركيز رأس المال في أياد قليلة فقد قلنا إن مصائر ملايين البشر تصبح رهينة اصحاب ذلك المال المركز، فماذا يجدي عندئذ أن يقــال لهؤلاء الملايين، اذهبوا فانتم الأحرار. لكل منكم ان يعمل ما يشاء وما يستطيع ؟؟ إنها حرية سلبية لا تجدى إلا قليلا ، ما داموا محرومين من الحرية الايجابية التي تكملها ولا منجاة من هذه الكارثة المحتومة إلا بنظام اشتراكي يجعل المال بغير رأس فلا يكون لـه تركيز في يد واحدة أو في أياد قليلة ، بل يكون للجميع حتى لا يكون سيد ومسود، فتنهار الحرية من أساسها، وبالتالي تنهدم طبيعة الانسان . لقد تولدت عن النظام الرأسمالي قيم تناسبه لكنها تجافي الطبيعة البشرية الأصيـلـة ولذلك التمس الانسان عزاءه، من طبيعته تلك الضائعة في انتظار الحياة الآخرة لتعوضه عما قــد فقد، فمن القيم التي كانت تناسب الرأسمالية أن الإنسان قد يفضل زميله الإنسان بالميلاد (أو بإرادة الله) او القوانين الطبيعية، وحتى الذين كانوا يتحدثون عن "المساواة ، فإنما قصدوها على المجال السياسي وحده دون المجالين الاقتصادي والاجتماعي، نعم كان للعالم الزراعـي الأجير في نظر القانون صوت في الانتخاب السياسي، كما كان لسيده صوت؟؟ لكن هيهـــات ان يكون هذا التعادل في الأصوات عوضا عن تعادل في المكانة الاجتماعية وتعادل في القدرة الاقتصادية. حتى لقد كان في وسع صاحب المال أن يبيع أرضه لصاحب مال آخر . بكل ما عليها من أفراد البشر ، الذين هم يسارونه في الحقوق السياسية • وبديهي ان تتولد عن النظام الاشتراكي قيم أخرى هي ألصق بالطبيعة البشرية وأفصــح تعبيرا عنها. فالمساواة بين الانسان والانسان لا تقتصر على الحقوق السياسية وحدها بل تتسع حتى تصبح تكافؤا للفرص بشتى ضروبها ، فلا يكون تعليم عال ولا يكون عمل فني ولا تكون قيادة إلا لأصحاب المواهب والقدرات، على أن حدا أدني من العيش الكريم يكون مكفولا للجميع موهـوبـا وغير موهوب على حد سواء • لقد كانت القيمة كل القيمة لصاحب الجاه الموروث ولصاحب النفوذ الذي يكسر القوانـــــــــــين بنفوذه، ونفوذ مستمد من ماله ، وماله في الأعم الأغلب مستمد من شهادة ميلاده، لكن القيمة كل القيمة في النظام الاشتراكي ستصبح لصاحب الموهبة ولصاحب القدرة على أن يستخدمها في ظل القانون وفي خدمة الناس أجمعين .. فموهبته مستمدة من الفطرة لا من شهادة الميلاد. إلا أن طبائع الناس لمختلفات ، لكنها ـ في ظل الاشتراكية ـ تتفتح كلها بحسب كوامنها كما تتفتح الزهور كلها على اختلاف ألوانها في ضوء الشمس مقال عمره 50 عاما بخط يد أديب الفلاسفة باستثناء بعض التعليقات على أغلفة الدوسيهات، وبعض الإشارات على بعض صفحات الجرائد، فلم أجد شيئا بخط يد الراحل الكبير زكي نجيب محمود إلا 36 ورقة فقط، وهي في مجملها مقالة واحدة يبدو أنها كانت معدة للنشر في إحدى الجرائد، وقد كتب فيلسوفنا هذه الأوراق في 24 فبراير 1972 أي منذ 50 عاما بالتمام والكمال، وقد كان خطه رحمه الله مثل غالبية رجال عصره جميلا منمقا راقيا، وجاء عنوان المقال كالتالي " دور الكتاب في حضارة الإنسان" وقد امتازت هذه المقالة بعذوبتها وسلاستها وتوجيهها إلى القارئ العام ما يوحي بأنها كانت مخصصة للنشر في الصحف، وفي الحقيقة فإن المقام هنا لا يتسع لعرض نصها الكامل لكني سأحاول أن اقتبس منها شيئا يسيرا على أمل أن أعيد نشرها كاملة في مناسبة أخرى. "الكتاب هو الذاكرة التي تحفظ ما مضى ليكون نقطة البدء لما قد حضر، ماذا كان يحدث لك أنت الفرد الواحد إذا كان ليلك يمحو حصلة نهارك لتصبح مع الصباح وصحيفة ذهنك بيضاء فارغة؟" "الكتب على رفوفها كائنات خرساء لمن جهل فك رموزها ناطقة للقارئين فالصفحة منها أمام أبصار القارئين ليست مدادا مخطوطا على ورق بل هي ألسنة تتحرك في الأشداق بلفظ مسموع" "لقد أراد الله للصوت البشري ألا ينداح إلى أبعد من أمتار قليلة، ثم يتبعثر ويموت، إلا أن توتتيه صفحة من كتاب فعندئذ يطول مرماه حتى يبلغ – مع العباقرة الخالدين- أبد الآبدين" "الكتاب هو لسان اليد وسفير العقل وعدة المعرفة، هو صلة الناس عند الفرقة، وأنس المحدثين على بعد المسافة، وهو مستودع السر وديوان الحضارة" الأستاذ زكي نجيب محمود صحفيا "في حوالي عام 1926 و1927و1928 نشرت أول تجاربي في الكتابة "في السياسة الأسبوعية" و"البلاغ الأسبوعي" و"المجلة الجديدة" التي نشر لي فيها سلامة موسى مقالي عن وحدة الكون أو وحدة الوجود، وأقبلت الثلاثينيات وأنا أعمل بالتدريس وقد كنت بسبب ضعف نظري قد خسرت تثبيتي في هيئة تدريس الجامعة رغم تقدمي في الدراسة طيلة سنوات الدراسة، وكان النجاح في الكشف الطبي وبالذات في كشف النظر شرطا مسبقا للتثبيت في الوظيفة، وقد ألغي هذا الشرط بعدئذ، ولكني كنت قد اشتغلت بالتعليم وقد ظهور مجلة الرسالة، في يناير 1933، لصاحبها الأديب أحمد حسن الزيات ولم تكد تظهر حتى كانت قد بدأت كتابتي الحقيقية، لأني تقريبا كنت أكتب مرة كل أسوعين" هكذا يصف الكاتب الكبير والمفكر العالم زكي نجيب محمود رحلته في الكتابة في المجلات والجرائد، حتى وجد ضالته في النهاية في مجلة الرسالة، ثم بعد ذلك في مجلة الثقافة، وقد امتدت هذه المرحلة المبكرة من الكتابة حتى الأربعينيات، بعد أن أصبح "زكي نجيب محمود" وللأسف لم نجد أبدا تلك المقالات التي يشير إليها زكي نجيب محمود، وقد تفرق مدادها بين الجرائد، وللحظ السعيد فقد احتوت الأوراق التي حصلت عليها على العديد من هذه المقالات التي أتعشم أن يجد نصها الكامل مجالا للنشر في القريب. تنوعت هذه الكتابات التي نشرها "محمود" في المجلات بشكل كبير، ففي مجلة العلوم نشر عام 1936 مقالا عن طاغور، كما نشر مقالا آخر بعنوان "يا ضيعة المجهود" وفي الرسالة كتب في مايو عام 1937 "مدخل إلى الفردوس المفقود لملتون" وفي عام 1939 كتب مقالا بعنوان "الآلة تسود" وكتب في الثقافة عام 1939 مقالا بعنوان العقل والغريزة، وثم "مسألة وحلها" ثم "برتراند راسل الشك قبل اليقين" ثم في 1940 مقالا بعنوان "أديب مات" ثم "فولتير كما يصوره مورو، وفي مجلة العلوم كتب في يناير 1937 مصر الصولجان، وفي 1941 كتب مقالا بعنوان فولتير المؤرخ، ولعلنا نرى من خلال هذه العناوين السريعة مدى اتساع ثقافة زكي نجيب محمود في مقتبل عمره، ومدى اهتمامه بالأدب والفلسفة والنقد الاجتماعي، وهي المجالات التي رسمت طريقه فيما بعد وأصبح بفضلها "زكي نجيب محمود" . أغرب ما وجدت أما أغرب ما وجدته في هذه الوراق المتناثرة فهو نصف ورقة ترخيص لبناء مدفن الراحل الكبير "زكي نجيب محمود" مؤرخة بسنة 17/ 1/ 1948 ممهورة بإمضاء محافظ مصر ورئيس لجنة الجبانات، ولكنها للأسف قطعت بالطول ولم أعثر إلا على نصفها الأيسر، واستطعت أن أقرأ فيه "مقبرة الأستاذ زكي نجيب محمود..... جبانة الإمام الليثي على مساحة 116.82..... داخلة كل منها عين واحدة والحدود هي .... إلى مقبرة الحاجة سيد علي أبو سيد... شارع عوض 6 متر. وتخبرنا هذه "النصف ورقة" بأن زكي نجيب محمود صاحب "قيم من التراث" ورائد مذهب التوفيق بين الأصالة والمعاصرة كان يعد لموته وهو في أوج تألقه، وقد أعد العدة واختار مقابر الإمام الليث بن سعد مقاما أخيرا له، وقد وضع لبنة بيته الأخير في الدنيا في العام 1948 وبعدها بـ 45 عاما كاملة نزل إلى مثواه الأخير بعد أن صعد بالثقافة العربية إلى علييها وأثرى مكتبتها.












































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;