شهد التاريخ الإسلامي العديد من الأحداث الكبرى، كان أصعبها على النفس هو مقتل الإمام الحسين بن على، رضى الله عنه، وهو ما يعد كارثة مكتملة الأركان في التاريخ، ليس لها ما يبررها، لكن هذه الكارثة سبقتها أحداث أخطر منها موت مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين إلى أهل الكوفة.
تمر، اليوم، ذكرى استشهاد مسلم بن عقيل، الذى قتل على يد أنصار يزيد بن معاوية فى 10 سبتمبر من عام 680م، وكان الحسين قد أرسله إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم.
وتقول الكتب إن مسلم بن عقيل هو أول من استشهد من أصحاب الحسين بن على فى الكوفة، وقد عرف فيما بعد بأنه "سفير الحسين".
بعث الإمام الحسين رضوان الله عليه، مسلم ابن عمه سفيرًا للكوفة وبعث معه رسالة قال فيها "وقد بعثت لكم أخى وابن عمّي، وثقتى من أهل بيتى"، وكانت مهمة مسلم التى عهد بها إليه هى أخذ البيعة من الناس والتعرف على مجريات الأحداث هناك.
عندما علم بنى أمية بوجود مسلم بن عقيل وأنه يدعو الناس لاتباع الحسين، كالعادة اتخذوا موقفا عنيفا هو السعى لقتل مسلم بن عقيل، وبالتالى دس بنو أمية على "مسلم" حتى عرفوا مكانه، فخرج الرجال المدججين بالسلاح ضد رجل واحد، فحاصروه فى الكوفة، بينما هو وحيد لا مأمن له، وعندما عثروا عليه ظل يقاومهم وحده، ولما أجهدتهم بسالته طلب منه قائدهم محمد بن الأشعث أن يتوقف عن القتال ويمنحونه الأمان، فألقوا القبض عليه، وبعد ذلك تنكروا لهذا الوعد وألقوا به من فوق قصر بن زياد فاشتشهد، وظل التاريخ محتفظا له بمكانته.