أعرب الدكتور أحمد الصغير، أستاذ الأدب العربى فى كلية الآداب بجامعة الوداى الجديد، عن سعادته بجائزة خيرى شلبى فرع الدراسات النقدية، وذلك فى الدورة الثالثة للجائزة، والتى أعلنت يوم الجمعة الماضى.
وقال أحمد الصغير فى تصريحات خاصة لـ انفراد، سعدت كثيرًا بحصولى على جائزة خيرى شلبى فرع الدراسات النقدية، وقد تقدمت للجائزة ببحث عنوانه "العالم القصصى عند خيرى شلبي.. مقاربة ثقافية لقصص أسباب للكى بالنار".
وأكد أحمد الصغير أنه يتوجه بالشكر للقائمين على الجائزة ولأعضاء لجنة التحكيم، وأسرة المبدع الكبير خيرى شلبي، على اهتمامهم وتقديرهم وتشجيعهم للكتاب والنقاد من خلال اسم المبدع الكبير خيرى شلبي.
عنوان البحث: العالم القصصى عند خيرى شلبى.. أسباب للكى بالنار نموذجًا" مقاربة ثقافية"
يطرح هذا البحث مقاربة ثقافية للعالم القصصى عند خيرى شلبى من خلال مجموعته القصصية "أسباب للكى بالنار نموذجًا"، لأننى أعتقدُ أن خيرى شلبي، يعد واحدًا من أبرز كتاب القصة والرواية فى الأدب العربى الحديث، لما له من إنتاج أدبى غزير، ومتميز فى السردية العربية بعامة، والمصرية بصفة خاصة. حيث تنوعت المداخل الثقافية فى أدب خيرى شلبي، من خلال اللغة السردية، والسارد الشعبى، والمكان والزمان، بالإضافة إلى الشخصيات التى اعتمد عليها خيرى شلبى فى بناء عوالمه القصصية، بل صار شلبى علامة على جيل الستينيات من الكتاب والشعراء والفنانين فى مصر، من القرن الماضي.
اتكأ خيرى شلبى فى بناء قصصه القصيرة على تصوير الحس الشعبي، و المورث الثقافى المصرى من خلال منتوجاته الثقافية التى تميزه عن غيره من الشعوب، وقد أفاد الكاتب خيرى شلبى من الثقافة الشفاهية الشعبية التى جاءت على ألسنة شخصياته فى قصصه، ورواياته، وقد تمثل ذلك فى طرحه العبقرى للبنى المختلفة للحياة الاجتماعية والسياسية، والثقافية، والتاريخية فى مصر من خلال طرح قضاياه وحكاياته الخاصة من ناحية وقضايا الإنسانية بعامة من جهة أخرى، وقد تمثلت هذه القضايا فى مجموعته القصصية أسباب للكى بالنار( )، ومن أهم هذه القضايا ـــ فى ظنى ـــ قضية الفقر المدقع الذى انتشر فى أركان المجتمع المصرى فى عصر الانفتاح الساداتى، حيث انقسم المجتمع إلى طبقة الفقراء والأغنياء، وصار الجهل، متنا قويًا فى المجتمع المصري، وقد طرح أيضا ـــــ بشكل واسع ــــــ حياة المهمشين، وهم هؤلاء البشر الذين يعيشون دائما على هامش الحياة لهم ثقافتهم وعاداتهم المختلفة. وقد تجلى ذلك كله فى "أسباب للكى بالنار"، وهى القصة المتن داخل المجموعة التى جاءت فى شكل فنى مختزل، مما يشى بالقدرة الاحترافية الكاتب خيرى شلبى على التصوير السردى من خلال لغة كاشفة لعوالم الطبقة المهمشة فى المجتمع المصري، ومن ثم فقد لجأ خيرى شلبى إلى التعدد البنائى فى السرد القصصي، فقد انفتح على الثقافة الشعبية/ ثقافة الحارة المصرية تارة والقرية تارات أخرى، بل يعد خيرى شلبى من الأكابر الذين طرحوا صورة القرية المصرية بشكل لافت، فجاءت قصصه تعبيرًا عن مواقف إنسانية مختزلة تشتبك مع الواقع تارة، ومحلقة فى الخيال تارات أخرى.
يهدف هذا البحث إلى طرح مقاربة نقدية حول قصص خير شلبى، كما يهدف إلى اختبار المقاربة الثقافية فى تحليل قصص خيرى شلبي، كما يهدف إلى الوقوف على قراءة قصص خيرى شلبى قراءة تكشف عن مدى إيغاله فى الحس الشعبى المصري، وعوالم الشخصية المصرية التى تطرح أسئلة كثيرة على نفسها رغبة فى الوصول إلى حلول مقنعة أو لا تصل، المهم ــ فى ظنى ــ أن تحمل الكتابة هما معرفيا وفنيا يمكن لها من خلاله الوقوف على مكمن الألم والقوة فى وقت واحد.