صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، عن سلسلة التراث الحضاري، طبعة جديدة من كتاب "الجماهر في معرفة الجواهر" للمؤلف أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، دراسة وتحقيق الدكتور طارق نازل.
والكتاب غني بالمعلومات عن الأحجار الكريمة ، يصف فيه الكاتب الأحجار الكريمة بكل دقة وتفصيل من حيث الصفات والعيوب وأماكن وجودها، ومنافعها، وكيفية إصلاحها، وجداول أسعارها في البلدان والأزمان، وما اشتهر من قطعها النفيسة. والكتاب لا يستغنى عنة أي باحث أو هاوي للاحجار الكريمة، كما كتب فيها عن الفلزات وبالتحديد: الزئبق والذهب ومعادنه والفضة والنحاس والحديد والإسرب وغيرها.
ومن أجواء الكتاب: والأرجوان لباس قياصرة الروم وكان لبسه فيما مضى محظورا على السوقة، وذكـر أنـه دم حلزون عرفه أهل بلد صـور من خطم كلب كان أكل هذا الحيوان في الساحل فتلون قوه بدمه، وذكر بأن ينال التنوي في جملة ماكتب عنه بحضرة الساسانية، أن لباس عظيم قتاي الأرجـوان وهو له خاصة لا يلبسه غيره، وقال جالينوس فـي دود القرمز: أنه إن أخذ من البحر وهـو طـري بـرد وهذا يوهم ماحكى عن أهل صـور، ولنرجع إلى ما كنا فيه مما انحرقنـا عنـه إلا لإشباع التفهيم، ونقول : إن الكندي عدد العيوب الأصلية في الياقوت وهي النمش في سنخة ولا حيلة لإزالتها إذا كثرت وفشت وغاصت وعمقـت، وخلط الحجارة تسمى الحرمليات والحرمـل هـو الأبيض ويسمى بالفارسية كنجده، والريم هو الوسخ فيه يشبه الطين، والثقب المانع عن الشفاف ونفوذ الضياء وهو كالصـدح في الزجاجة والبلور إذا صـودمت فانكسرت وتتميز حتى يخرج به منها الماء وهذا يكون طبيعيا في الأصل ويكون عارضـا بعـده، ومنها اختلاف الصبغ في الأجزاء حتى يكون في بعض أشبع وفي بعض أضعف فيصير بذلك أبلق، ومنها عمامة صدفية بيضاء متصلة به من جانب ويسمى الآسين فإن لم يكن غائرا فيه ذهب به الحـك والا فلا حيلة في الغائر.