تمر اليوم الذكرى الـ1236، على ميلاد الخليفة المأمون، إذ ولد فى 13 سبتمبر عام 786م، هو عبد الله بن هارون الرشيد سابع خلفاء بنى العباس، توفي هارون الرشيد عام 809م في خراسان وأخذت البيعة لابنه الأمين وفقا لوصية والده التي نصت أيضًا أن يخلف المأمون أخاه الأمين.
وحسبما ذكر أبو الحسن المسعودى فى كتابه "أخبار الزمان" أن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، لما قدم إلى مصر وأتى على الأهرام، أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها، فقيل له: "إنك لا تقدر على ذلك"، فقال: لابد من فتح شيء منه، ففتحت الثلمة المفتوحة الآن بنار توقد ومعاول وحدادين يعملون فيها حتى أنفق عليها أموالا عظيمة، فوجدوا عرض الحائط قريبا من عشرين ذراعا، فلما انتهوا إلى آخر الحائط، وجدوا خلف الثقف مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب، وزن كل دينار أوقية، وكان عددها ألف دينار، فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته، ثم أمر بجملة ما أنفق على الثلمة فوجدوا الذهب الذى أصابوه لا يزيد على ما أنفقوه، ولا ينقص فعجب معرفتهم بمقدار ما ينفق عليه، ومن تركهم ما يوازيه فى الموضع عجبا عظيما، وقيل أن المطهرة التى وجد فيها الذهب كانت من زبرجد، فأمر المأمون بحملها إلى خزانته، وكان آخر ما عمل من عجائب مصر.
ويذكر الدكتور قاسم زكى فى كتابه " مأساة نفرتيتي وأخواتها: قصة نهب وتهريب الآثار المصرية للخارج منذ الأزل" أنه فى عام 820 ميلادية، وصل إلى علم الخليفة المأمون نبأ وجود كنوز عظيمة ومحتويات لا تقدر بثمن مدفونة داخل الهرم، فنظم المأمون حملة تضم المهندسين والمعماريين والبنائين ونحاتى الأحجاز، وقام بحملة بحث على مدخل الهرم ( حيث كان فى هذا الوقت الهرم مغطى بطبقة خارجية من الحجر الجيرى التى تشكل جسم الهرم) وعندما فشلت الحملة لمدة 8 أشهر فى العثور على المدخل أصابهم اليأس لكن المأمون شجعهم على الاستمرار، فقررت الحملة أن تحفر مباشرة فى الأحجار الصخرية، لكن المطارق لم تنجح فى خدش البناء المنيع، فنصحهم حداد مصرى، بان يقوموا بتسخين الحجر التى توهج احمرارا ثم صبوا عليها الخل البارد حتى نجحوا فى شق الأحجار.
تقع منطقة البشمور على ساحل الدلتا بين فرعي رشيد ودمياط وبها قامت ثورة أقباط مصر نتيجة فرض الضرائب الباهظة على فلاحين بشمور مما اضطرهم الأمر أن يبيعون أولادهم لدفع الجزية فقرروا أن يقوموا بالثورة ضد الوالي مما دفع البابا "يوساب" أن يهدئ بين أقباط بشمور وعمال الوالي منعًا لحدوث صدام بينهم ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وحدثت الثورة بالفعل مما دفع الخليفة يإرسال جيش بقيادة شقيقه "المعتصم" ولكنهم فشلو فأرسل "المأمون" جيش أخر من الاتراك بقيادة "أفيشن" التركي، ولكن لم يحدث شئ مما دفع الأمر أن يأتي الخليفة بنفسه من بغداد إلي مصر فأحرق المساكن والكنائس وقتل الصغار وسبى نساءها وأسر غالبية الثائرين وكان يبلغ عددهم ثلاثمائة ألف مات أغلبهم في طريقهم إلي أنطاكية ومن تبقى منهم وزعو كعبيد على العرب ، وقيل أن الطيور الجارحة لم تأكل من جثث الموتى لأنها أكلت إلى حد الشبع.