تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الإيطالى دانتى أليجيرى الذى رحل عن عالمنا من أكثر من 701 أعوام فى 14 سبتمبر من عام 1321 وقد كان بالإضافة إلى كونه شاعرا كاتب نثر ومنظرا أدبيا وفيلسوفا ومفكرا سياسيا، وقد اشتهر بالقصيدة الملحمية الضخمة الكوميديا الإلهية.
تعتبر الكوميديا الإلهية لدانتي أحد المعالم البارزة في الأدب الإيطالي، ومن بين أعظم الأعمال في الأدب الأوروبي في العصور الوسطى، والتى يمكن قراءتها على أنها قصة رمزية تأخذ شكل رحلة عبر الجحيم والمطهر والجنة، تحوى الملحمة الكثير من المعلومات والتحليل الشامل والتغلغل بالمشاكل المعاصرة فضلا عن إبداعها في اللغة والتصوير وفقا لموسوعة بريتانيكا.
من خلال اختيار كتابة قصيدته باللغة الإيطالية العامية بدلاً من اللاتينية، أثر دانتي بشكل حاسم على مسار التطور الأدبي، حيث اعتبر أبو اللغة الإيطالية لاختيارها لكتابة ملحمته على الرغم من شيوع اللاتينية، وقد استخدم في المقام الأول لهجة توسكان، والتي ستصبح نهجا إيطاليًا أدبيًا قياسيًا، لكن مفرداته الحية تراوحت على نطاق واسع عبر العديد من اللهجات واللغات ولم يكتف بإعطائه صوتًا للثقافة الناشئة في بلده ، بل أصبحت الإيطالية هي اللغة الأدبية في أوروبا الغربية لعدة قرون.
بالإضافة إلى الشعر كتب دانتي أعمالًا نظرية مهمة تتراوح من مناقشات الخطابة إلى الفلسفة الأخلاقية والفكر السياسى وكان على دراية كاملة بالتقاليد الكلاسيكية وقد وضع مؤلفاته على ضوء ما قدمه كتّاب مثل فيرجيل وشيشرون وبوثيوس، لكن الأمر الأكثر غرابة بالنسبة أنه كان لديه أيضًا إتقان مثير للإعجاب لأحدث ما توصلت إليه الفلسفة واللاهوت، قادته معرفته ومشاركته الشخصية في الخلافات السياسية الساخنة في عصره إلى تكوين ديموناركيا De monarchia ، أحد المجالات الرئيسية للفلسفة السياسية في العصور الوسطى.