في عالم الأدب والكتابة، هناك مجالات دائما للتشابه والاقتباس والتأثر بالأسلوب وربما العناوين، وهنا يطلق عليها "توارد الأفكار"، والتي تتشابه فيه الرؤى والأفكار المختلفة، وقد تترجم في شكل روايات تتشابه في نفس القصة والمعالجة، كذلك عناوين الكتب طوال الوقت ومنذ بداية عصر الكتابة ربما تشابهت عناوين الكتب وتأثر بعض الكتاب بآخرين، وربما أيضا تطابق الاسم تماما.
ولعل موضوع تطابق أسماء أعمال أوروايات مع بعضها البعض، كان أثير خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعدما أصدر الكاتب السعودي الكبير عبده خال، أحدث أعماله الروائية تحت عنوان "حبل سرى" وهو أثار موجة من الجدل بسبب تطابق هذا العنوان مع اسم رواية الكاتبة السورية مها حسن "حبل سرى" والتي صدرت قبل عشر سنوات وترشحت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" وبعض الأعمال الأخرى، وهو ما دفع "عبده خال" لتغيير اسم روايته في النهاية إلى "وشائج ماء".
لكن تطابق عناوين بعض الكتب مع بعضها البعض ليست ظاهرة حديثة بل الأمر ربما يكون أكثر وضوحا في عدد كبير من الكتب التراثية القديمة، حيث هناك عشرات العناوين متشابهة ربما لأعمال لنفس المؤلفين.
ومن أصحاب العناوين التي بها تطابق، كان الإمام جلال الدين السيوطى، ومنها كتابا تحت عنوان "جمع الجوامع" وهو كتاب في تفسير الحديث، والذي يطلق عليه أيضا "الجامع الكبير"، وهو ما تطابق أيضا مع كتاب آخر لنفس المؤلف باسم "جمع الجوامع" وهو كتاب في النحو، وهو أيضا ما يتطابق مع كتاب الإمام تقى الدين السبكي "جمع الجوامع" وهو كتاب في أصول الفقه.
وهناك أيضا كتاب الجامع الكبير في الفروع للشيباني، وهو كتاب في فروع الفقه للامام المجتهد العلامة، فقيه العراق، أبو عبد الله، محمد بن الحسن الشيباني، الكوفي، صاحب أبي حنيفة، حيث نقل محمد بن الحسن الشيباني أقوال أبي حنيفة في ست كتب، وحملت هذه المجموعة أيضا اسم الجامع الكبير.
وكذلك كان للإمام جلال الدين السيوطي أيضا كتابا تحت عنوان "الأشباه والنظائر" وهو عن القواعد والضوابط الفقهية، وقد تطابق مع آخر بنفس العنوان في قواعد النحو، يسمى "الأشباه والنظائر" لجلال السيوطى أيضا كما أن هناك كتاب في الفقه الحنفي يسمى الأشباه والنظائر على مذهب أبى حنيفة النعمان.
الأمر نفسه كان جليا أكثر في بعض أسانيد جمع وتفسير الحديث، التي تنسب لمصنفها كمسند أحمد ومسند بقي بن مخلد ومسند الدارمي ومسند الشافعي، وكذلك كتب السنن المختلفة كالسنن الأربعة وسنن البيهقي والدارقطني وسعيد بن منصور، فلا تكاد تجد من ينسب لهذه الكتب شيئا إلا ويضيف الاسم إلى اسم المصنف الأصلى وعلى ذلك جرى العمل.