تمر، اليوم، الذكرى الـ91 على إعدام شيخ الشهداء المجاهد عمر المختار، الذى أعدمه الاحتلال الإيطالى لليبيا شنقا عام 1931 فى منطقة "سلوق" جنوب مدينة بنغازى، بعد أعوام طوال كبدهم فيها المختار خسائر لا تحصى فى الأرواح والعتاد، الذى ظل يناضل طوال حياته، وبات مثلاً يحتذى به فى القوة والتحمل والمقاومة من أجل الوطن والدين، والذى تمت محاكمته وإعدامه فى 16 سبتمبر عام 1931.
وعمر المختار، الملقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية فى ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين، ينتمى إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التى تنتقل فى بادية برقة، العديد من الكتب تحدثت عنه وعن سيرته ونضاله ضد الاحتلال الإيطالى، منها:
حياة عمر المختار
كتاب من تأليف محمود شلبى، وهو سيرة عمر المختار سيرة عاطرة روحها إيمان عميق بالله، وحب شديد لقيوم السماوات والأرض، ورغبة أكيدة في الشهادة في سبيل الله، ومظهرها قتال مريد للمستعمر وصبر لا ينفد في مجال دول الاستعمار حتى آخر قطرة من الدماء. جاهد الإمبراطورية الإيطالية وحده ومعه قليل من الرجال، فما وهن وما استكان وما ضعف، ولكن قاتل وقاتل. وأسندت إليه القيادة العامة للمجاهدين، في ظروف قاتمة، مخملها وهو يبتسم، وذلك شأن الأبطال الذين وهبهم الله روحاً من عنده. ولو أن جبلاً شاهقاً ألقيت عليه ذلك العبء لفتت وتصدع، ولكن الرجل كان ذا قلب أقوى من الحديد وأمتن من الجبال، سيرته خلدت عنه الله لأنها تؤمن بالله، وخلدت عند الناس لأنها تؤمن بحق الناس أن يعيشوا أحراراً.
ثائر علم العالم
كتاب من تأليف عصام عبد الفتاح، يقدم لنا المؤلف قصة حياته فى هذا الكتاب.. لنقرأها ونعييها ونشعرها جيداً.. فنعرفه وهو صبياً وشاباً و شيخاً وقائداً ومحارباً ومعلماً وشهيداً "ففى هذا الكتاب ومع سيرة أسد الصحراء نتعلم كيف يكون الرجال وكيف تكون الثورات، بالنهار فارساً مغواراً.. مجاهداً فى سبيل دينه وبلاده، بالليل زاهداً متعبداً خاشعاً حمل القرآن فى قلبه وجعل منه نبراس طريقه.. يطوى الصحارى طياً فى يهاب جبلها وقد دانت له قمتها.. يلقى مصيره بصدر رحب حتى لو كان مصيره معلقاً على حبل مشنقة! هذا هو أسد الصحراء الذى إرتجت لسيرته وبطولاته الإمبراطوية الإيطالية.. رجل صدق ما عاهد الله عليه، فأبى أن يكون فى زمرة الجبناء وآثر الطريق الوعرة.. طريق الحرية.. هذا هو البطل الذى حاولوا الخداع فيه، ولكن يأتى التاريخ إلا أن يدخله صفحاته فى مصاف المجاهدين و الأبطال الخالدين.
عمر المختار.. الحلقة الأخيرة من الجهاد الوطنى في ليبيا
كتاب للطاهر أحمد الزاوى، مؤلف هذا الكتاب حين اختص الشهيد عمر المختار به فإنما بعمله هذا يؤدي بعض ما وجب نحو رجال أخلصوا لدينهم ولوطنهم فكانوا المثل الأعلى والقدوة الصالحة، والمؤلف بذلك أيضاً قد سجل من هنا ومن هناك وقائع مبعثرة في فترة من تاريخ هذا الجهاد الذي لولاه لبقيت مجهولة ضائعة كما بقيت إلى الآن صفحات مطوية فيها أسرار هذه المقاومة وفيها أصدق تصوير لحقيقته، فالشهيد عمر المختار هو خاتمة أبطال الجهاد الليبي، وما لقي الطليان منه جزاء بغيهم. والكتاب إنما هو جزء من مؤلّف كامل أحاط بوقائع الجهاد الليبي، وهو الحلقة الأخيرة من سلسلة الجهاد في طرابلس الغرب، وبطله هو بطل هذه الحلقة.
أسد الصحراء عمر المختار
يترجم هذا الكتاب الذى كتبه على محمد الصلابى، سيرة الشيخ عمر المختار منذ مولده حتى استشهاده، فيتحدث عن عبادته، وتلاوته للقرآن الكريم، وشجاعته وكرمه، ودعوته، وجهاده للاحتلال الإيطالى، ومعاركه الأولى ضده، وسفره إلى مصر لضمان استمرارية الجهاد، وعن وسائله فى تموين المجاهدين، وتشكيلاته، وخططه، وقيادته لحرب العصابات التى أصبحت مدرسة تحتذى فى مقاومة الاستعمار، إلى غير ذلك من صفحات المجد والفخار التى سطّرها هذا البطل العظيم.
الشيخ الجليل
من أفضل الكتب التى وثقت مسيرة شيخ المجاهدين عمر المختار، يقدمها لنا المؤرخ والمفكر والأديب على محمد الصلابي، والكتاب عبارة عن سيرة عمر المختار منذ ميلاده إلى اللحظة التى استشهد فيها، وتطرق المؤلف للحديث عن الانتهاكات التى عانى منها الشعب الليبى والاجتياح الغاشم الذى قام به الإيطاليون، فيصف لنا الطرق البشعة فى القتل التى مورست ضد الليبيين ويوثق هذه الجرائم بالأدلة، ويحدثنا كذلك عن الحركة السنوسية وعقيدتها، ثم ينتقل للحديث عن جهاد الإيطاليين فى المغرب ودور عمر المختار فى هذا الجهاد وعن شخصيته الفذة والاستراتيجية التى اتبعها فى دفع هذا المحتل الإيطالي، ويحكى لنا عن كثير من القادة والشخصيات التى أحاطت عمر المختار وأعانته فى هذا الجهاد.