على مدى تاريخ مصر الإسلامى توالى على حكمها العديد من الدول الإسلامية المختلفة، بداية من فتحها على يد القائد العربى عمرو بن العاص، فى عهد الخليفة الراشدى عمر بن الخطاب، مرورًا بالدول الأموية والعباسية، وصولاً للدولة العثمانية آخر معاقل الخلافات الإسلامية فى التاريخ.
وتمر اليوم الذكرى الـ851 على عودة مصر للدولة العباسية بعد استقلالها عنها طوال فترة حكم الفاطميين لمصر، ومع بداية الحكم الأيوبى، والذى ظلت ضمن حدودها إلى أن سقطت الدولة على يد السلطان العثمانى سليم الأول.
ووفقا للدكتور حسين نصار يرى أن "قيام دولتين مستقلتين في مصر، كان ثمرة ثورات وحركات يراد بها مقاومة النفوذ العباسى"، حيث كانت بعض تلك الثورات حمراء بلون الدماء وبعضها بيضاء يكتفى بمقاومة سلبية تبدأ بالامتناع عن التعاون مع الوالى وتنتهى بالمقاومة القولية ومنها الفكاهة والسخرية.
ويرى المؤلف أن المصريين أجادوا استخدام سلاح المقاومة القولية، ولكن المؤرخين أهملوا تسجيل هذا الجانب الذى برع فيه المصريون.
وبحسب الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف في كتابها "مصر في عصر الإخشيديين"، أن سقوط الدولة الطولونية كان على يد القائد العباسي محمد بن سليمان الكاتب الذي دخل الفسطاط عام 292هـ، ودعا على المنابر للخليفة المكتفي بالله، ثم أمر بإحراق القطائع وأطلق سراح المسجونين ونهب جنده مدينة الفسطاط، واستباحوا النساء وأتوا من الفظائع والمنكرات ما تقشعر له الأبدان.
ويذكر الباحث في التراث محمد شعبان في مقال سابق له، أنه في تلك الأثناء، بادر بالانفصال عن ركب الجنود ضابط من الجيش الطولوني اسمه ابن الخليج، أو إبراهيم الخليجي، أو محمد بن علي الخليج، أو محمد بن علي الخلنجي. والتف حول هذا الضابط عدد كبير من الجند والضباط الذين كانوا في خدمة بني طولون قبل زوال دولتهم، والذين كانوا لا يزالون يذكرون عظمة هذه الدولة ويكرهون أن يغادروا مصر ويخشون ما كان ينتظرهم في العراق. وكان ابن الخليج من صغار الضباط في قسم من الجيش الطولوني يرأسه القائد صافي الرومي الأصل، ولا توجد معلومات كافية عن نشأته أو نشاطه آنذاك.
والتف حول ابن الخليج كثير من الجنود والضباط وبايعوه قائدًا عليهم، وعقدوا العزم على إحياء الدولة الطولونية، وانضم إليهم أنصار جدد، واستطاع أن يحقق انتصارات عدة قبل أن ينهزم ويتم التخلص منه.
كذلك أقام أقباط مصر ثورة في زمن الخليفة المأمون، نتيجة فرض الضرائب الباهظة على فلاحين بشمور مما اضطرهم الأمر أن يبيعون أولادهم لدفع الجزية فقرروا أن يقوموا بالثورة ضد الوالي مما دفع البابا "يوساب" أن يهدئ بين أقباط بشمور وعمال الوالي منعًا لحدوث صدام بينهم ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وحدثت الثورة بالفعل مما دفع الخليفة يإرسال جيش بقيادة شقيقه "المعتصم" ولكنهم فشلو فأرسل "المأمون" جيش أخر من الاتراك بقيادة "أفيشن" التركي، ولكن لم يحدث شئ مما دفع الأمر أن يأتي الخليفة بنفسه من بغداد إلي مصر فأحرق المساكن والكنائس وقتل الصغار وسبى نساءها وأسر غالبية الثائرين وكان يبلغ عددهم ثلاثمائة ألف مات أغلبهم في طريقهم إلي أنطاكية ومن تبقى منهم وزعو كعبيد على العرب ، وقيل أن الطيور الجارحة لم تأكل من جثث الموتى لأنها أكلت إلى حد الشبع.