تمر اليوم الذكرى الـ 63 على منع الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف من زيارة ديزنى لاند، وهو زعيم شيوعى ورجل دولة سوفييتي، والذى حكم الاتحاد السوفييتى من 1953 إلى 1964، وتميزت فترة حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولى والتعايش السلمي.
بدأت القصة عندما زار نيكيتا خلال فترة حكمه للاتحاد السوفيتى سابقًا، أى خلال الحرب الباردة بين الاتحاد والولايات المتحدة اﻷمريكية، أمريكا عام 1959؛ بهدف الاجتماع بالرئيس اﻷمريكى آنذاك أيزنهاور.
خلال تلك الزيارة، أعرب خروتشوف عن رغبته فى زيارة هوليوود وديزنى لاند، لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان، ففى يوم 19 سبتمبر، زار الزعيم السوفيتى بصحبة زوجته، ستوديو فوكس، والتقى أيضًا بطاقم عمل كان كان، وحضر هذا اللقاء الفنان فرانك سيناترا، وذلك من أجل غناء بعض الأغانى فى حضور الزعيم السوفيتي.
وبعد لقاء الزعيم السوفيتى برئيس الاستوديو سيبروس سكوراس، تغير الوضع وانقلب رأسًا على عقب، حيث انزعج خروتشوف من تلميحات رئيس الاستوديو الذى قال إن لوس أنجلوس لا تنوى دفن أحد، وأنها مستعدة ﻷى تحد إذا فرض عليها ذلك.
كانت كلمات رئيس الاستوديو بمثابة إنذارا للزعيم الروسى وتلميحًا لخطابه الذى كان قد قال فيه إن روسيا سوف تدفن الرأسمالية للأبد، لكن خروتشوف سرعان ما رد عليه على الفور والغضب يشع من عينيه قائلا: "إن كان يريد المضى فى سباق التسلح، فإنهم يقبلون هذا التحدي، أما بالنسبة لإنتاج الصواريخ فإنها على خط التجميع".
كانت المفاجأة الأكبر لخروتشوف عندما تم إبلاغه بأنه لن يستطيع زيارة ديزنى لاند ﻷسباب أمنية، لاحقا، تزايدت حدة التوتر بالمكان عندما علم خروتشوف بعدم قدرته على زيارة ديزنى لاند، فعلى حسب تصريحات المسؤولين الحكوميين، تخوفت السلطات الأمنية الأميركية من وجود تهديد لسلامة خروتشوف بسبب الأعداد الغفيرة للجماهير بالمكان.
أمام هذا الوضع، وصف خروتشوف الأمر بالمخزى مؤكدا على رغبته الشديدة بزيارة ديزنى لاند. أيضا، تساءل القائد السوفيتى عن سبب عدم قدرة قوات الأمن على توفير الحماية الكافية له بديزنى لاند كما سخر من الواقعة متحدثا عن إمكانية انتشار الكوليرا أو سيطرة عصابات مسلحة على المكان.
صبيحة اليوم التالي، غادر خروتشوف لوس أنجلوس غاضبا ليواصل جولته بكاليفورنيا قبل أن ينتقل فيما بعد نحو العاصمة واشنطن.