صدر عن دار كلمات للنشر، ترجمة عربية جديدة لكتاب "ثلاثة جنيهات" للكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف، التى تعد من أيقونات الأدب الحديث للقرن العشرين ومن أوائل من استخدم تيار الوعي كطريقة للسرد، ونقلته إلى اللغة العربية المترجمة عهد صبيحة.
يقدم كتاب "ثلاثة جنيهات" إجابة من ثلاقة أجزاء عن سؤال يوجهه أحد المحاميين إلى فرجينيا وولف: كيف يمكن للمرأة أن تمنع الحرب، وتحمى الحرية الفكرية؟ ورغم كل اليأس الذى ينتاب وولف وهي تشاهد أوروبا على أعتاب اندلاع حرب عالمية أخرى، تتخذ من هذه الرسالة التحليلية منبرا للدفاع عن دور المرأة فى منع الحرب بنبرتها الحماسية وحججها المقنعة. فهى تؤكد حق النساء فى إقامة المؤسسات الخاصة بهن، وتحديد مسارها، وتفضح النظام الأبوى الرأسمالى العنصرى فى عصرها بلا هوادة.
كما تكشف فى هذا الكتاب العلاقة ما بين النظام الذكورى والوطنية، والنظام الفاشى، ولا تقتصر فى ذلك على تتبع العلاقة المتداخلة والمعقدة بين الحرب والرغبة فى الاستحواذ على السلطة والثروة، بل وتنسب كل ذلك إلى الشعور الكامن لدى الذكور فى السيطرة على العالم باستخدام أدوات الترهيب والتخويف.
يتناول الكتاب السياسة والتعليم والظروف المادية للحياة اليومية بطريقة تشبه أسلوب فرجينيا وولف فى كتاب "غرفة تخص المرء وحده" لكنها هنا فى "ثلاثة جنيهات" تعبر عن رأيها فى بعض القضايا الاجتماعية، ما يجعل هذا العمل أكثر صدقا وغنى، وبالإضافة إلى لغتها الصريحة الواضحة على نحو غير معهود تتنقل وولف بوتيرة سريعة وأسلوب سلس إلى مخاطبة العقل والمشاعر، ما يجعل أفكارها تستحوذ على اهتمام القرء.