صدر حديثا عن منشورات تكوين في الكويت، ترجمة عربية لكتاب "الحياة الخالدة لهنرييتا لاكس"، حكاية الأم الفقيرة التي أنقذت 25 مليون طفل حول العالم، للكاتبة ريبيكا سكلوت، والذى نقله إلى اللغة العربية المترجمة الدكتورة إيمان معروف.
حينما صدر كتاب "الحياة الخالدة لهنرييتا لاكس" لأول مرة ظل لمدة 75 أسبوعًا في قائمة الكتب غير الروائية الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، وتُرجم لأكثر من 20 لغة حول العالم، وتلقّى إشادة من النّقاد على نطاق واسع.
تروى الصحفية ريبيكا سكلوت، من خلال هذا الكتاب سيرة سيدة من أصحاب البشرة السمراء، فقيرة من بالتيمور، تزور مستشفى جولز هوبكنز عام 1951 لتلقى علاج سرطان عنق الرحم، حيث يقوم الأطباء دون علمها باستئصال خزعات من نسيج عنق رحمها ومحاولة زرع الخلايا، هذه الخلايا الاستثنائية تستمر في التكاثر على عكس كل المحاولات الفاشلة التي سبقتها. وأدّت خلاياها لاحقاً دوراً حيوياً في تطوير لقاح شلل الأطفال وكشف أسرار السرطان والفيروسات، وساعدت في الإخصاب داخل المختبر والاستنساخ ورسم خرائط الجينات؛ وقد بيع منها ما يقدر بالمليارات. ماتت لاكس بعد ثمانية أشهر ودُفنت في قبرٍ منسيّ دون شاهدة، غير مدركةٍ أن خلاياها ستغيّر مجرى تاريخ الطب.
من خلال تحقيق ساحر تنقل الكاتبة التاريخ المهمش لهنرييتا لاكس وعائلتها في هذا الكتاب الذي نشرته بعد أحد عشر عامًا من البحث والتحريات. وسرعان ما تحوّل إلى فيلم من إنتاج الإعلامية أوبرا وينفري التي أدت دور ابنة هنرييتا (ديبورا) بعد تأثّرها بهذه السيرة المُعمّدة بالألم والاضطهاد.
"الحياة الخالدة لهنرييتا لاكس" ليس مجرد سيرة حياة، بل نقد للعلم الذي يتجاهل الأصل البشري لموارده. وتوثيق ما يُمكن اعتباره أول دراسة حالة لأخلاقيات البحث الطبى، وترتبط هذه الحكاية ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ المُظلم للتجارب على الأمريكيين السود.