تمر اليوم الذكرى الـ111 على رحيل الزعيم الكبيرأحمد عرابى، قائد الثورة العرابية ضد الخديوى توفيق، والمعارض الأبرز للاستعمار البريطانى، فترة دخول الاحتلال مصر، إذ غاب عن عالمنا فى 21 سبتمبر عام 1911، عن عمر ناهز 71 عاما.
ورغم مسيرته الطويلة التى أمضاها فى الدفاع عن حرية مصر واستقلالها إلا أنه لم يحظى بأى وداع رسمى عند رحيله، بينما كان فى وداعه الشعب المصرى الذى ودع ابنه البار والمناضل فى وجه الاحتلال أحمد عرابى.
عاش عرابى آخر أيامه فى مصر غريبا، بعدما عاش 19 سنة فى منفاه بعيدا عن وطنه، عاش فقيرا مكروها من الأجيال الجديدة التى سمعت لأقوال الكارهين للزعيم والمنتفعين من الخديوى عباس نجل توفيق السبب الرئيسى فى الاحتلال، والذى رماه بالباطل.
وبحسب ما ذكره الكاتب محمود الخفيف فى كتابه "أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه" فإن الزعيم الشيخ غابعن وعيه 36 ساعة لم يتكلم فيها أو يفتح عينيه أو يدرى شيئًا مما حوله، ثم وافاه الأجل المحتوم فى سبتمبر سنة 1911 الموافق رمضان سنة 1329، فأصبح فى ذمة الله وسجل التاريخ.
ولم يكن لدى أولاده من المال ما يكفى لتجهيزه ودفنه فاضطروا إلى عدم إعلان نبأ وفاته حتى اليوم التالى، حتى قبضوا معاشه؛ إذ صرفت وزارة المالية المرتبات والمعاشات فى هذا اليوم بمناسبة عيد الفطر المبارك.
ولم يشيعه إلى مقره الأخير أى شخص ذى صبغة رسمية، أو يحضر فى مأتمه، لكن مصر الوفية التى طغى عليها الاحتلال فتباعدت عنه فى حياته، أبت إلا أن تكرمه ميتًا فأحاط بنعشه الألوف من أبنائها وتألفت من هؤلاء جنازة شعبية عظيمة سارت فى صمت وخشوع من داره بالمنيرة حتى قبره بالإمام الشافعى؛ حيث أهيل عليه التراب، بين ترحم المترحمين وبكاء الباكين.