استقر الأمر نوعا ما للخليفة المأمون، وقد جرت أحداث كثيرة في سنوات ما بعد المائتين للهجرة، فما الذى تم في سنة 206 هجرية، وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ست ومائتين"
فيها: ولى المأمون داود بن ماسجور بلاد البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين، وأمره بمحاربة الزط.
وفيها: جاء مد كثير فغرق أرض السواد وأهلك للناس شيئا كثيرا.
وفيها: ولى المأمون عبد الله بن طاهر بن الحسين أرض الرقة وأمره بمحاربة نصر بن شبث، وذلك أن نائبها يحيى بن معاذ مات وقد كان استخلف مكانه ابنه أحمد فلم يمض ذلك المأمون، واستناب عليه عبد الله بن طاهر لشهامته وبصره بالأمور، وحثه على قتال نصر بن شبث، وقد كتب إليه أبوه من خراسان بكتاب فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع الكتاب والسنة.
وقد ذكره ابن جرير بطوله، وقد تداوله الناس بينهم واستحسنوه وتهادوه بينهم، حتى بلغ أمره إلى المأمون فأمر فقرئ بين يديه فاستجاده جدا، وأمر أن يكتب به نسخ إلى سائر العمال في الأقاليم.
وحج بالناس عبيد الله بن الحسن نائب الحرمين.
وفيها توفي: إسحاق بن بشر الكاهلي، أبو حذيفة، صاحب كتاب المبتدأ.
وحجاج بن محمد الأعور، وداود بن المحبر، الذي وضع كتاب العقل.
وسبابة بن سوار (شبابة)، ومحاضر بن المورد، وقطرب، صاحب المثلث في اللغة.
ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، شيخ الإمام أحمد.