يرحل المبدع لكن يظل أثره ممتدا ومستمرا، وقد رحل الدكتور شاكر عبد الحميد فى مارس من سنة 2021، لكن مؤخرا فاجأتنا سلسلة عالم المعرفة بكتاب ترجمه الدكتور شاكر، هو "الثروة الإبداعية للأمم ..هل تستطيع الفنون أن تدفع التنمية إلى الأمام" تاليف باتريك كاباندا، ترجمه الراحل شاكر عبد الحميد، والذى صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة عن المجلس الوطني للثقافه والفنون والآداب بالكويت.
يقدم لنا هذا الكتاب منظورا شاملا تفصيليا وممتازا حول الفنون والثقافة ودورهما في الاقتصاد، وقد كتب كل فصل فيه من خلال تصور محدد وتقديم لأفكار ومقترحات مهمة في التخطيط الاستراتيجي في هذا المجال، لكنه يركز على الفنون على نحو خاص، فيقدم لنا الأمثلة والإحصائيات التي يوضح من خلالها كيف يمكن للفنون أن تعزز التطور الاقتصادى والاجتماعي للأمم وهو يقول إن ذلك يكون من خلال التركيز على الإنسان وعلى الإبداع الإنساني وعلى الثروة الإبداعية للأمم وأنه حتى في الدول الأكثر فقرا، والتي تعاني مشكلات وتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية وتعليمية عديدة يمكن للفنون أن تثري حياة شعوبها، وكذلك العمل على تقدمها، وهكذا قد تكون هناك أدوار مهمة للموسيقى والغناء والسينما والرقص والمسرح والتلفزيون من حيث إمكانية إسهام اقتصادي داخل الاقتصاد العام للدول، ويكون ذلك ممكنا من خلال إنتاج سلاح ثقافية قابلة للبيع، يمكن للعالم كله أن يستفيد منها.
ويتناول هذا الكتاب كثيرا من الموضوعات المهمة حول الاقتصاد الإبداعي والفنون والتنمية والإدارة البيئية والتجارة في الخدمات الثقافية والسياحة الثقافية، ودور الفنانين في العصر الرقمي والوضع الخاص للمرأه في فنون الآداء والصحة النفسية والعقلية والتعافي الاجتماعى والتجديد الحضري، وجمع البيانات الإبداعية والخيال الإبداعي وغير ذلك من الموضوعات مع تطبيقات على أماكن كثيرة في العالم في الشرق والغرب.
ويأتي الكتاب في أربعة أقسام موزعة على تسعة فصول، يتبع ذلك خاتمة حول الخيال، والاختيار وملاحق وهوامش ومعجم لبعض المصطلحات الموسيقيه المختارة، وببلوجرافيا.
القسم الأول: الفنون والاقتصاد والتنمية، ويشمل الفصل الأول: الاقتصاد غير المستغل وغير الخاضع للقياس الدقيق: حول قيمه الفنون، والفصل الثاني: الفنون في التعليم: رعايه العقول الإبداعية من أجل التنمية، الفصل الثالث: الفنون والإشراف الرشيد على البيئة.
القسم الثاني: التجارة في الخدمات: متتالية من ثلاثة أجزاء، الفصل الرابع: التجاره الدولية في الخدمات الثقافية، الفصل الخامس: فنانين بلا حدود في العصر الرقمي، الفصل السادس: حول السياحة الثقافية.
القسم الثالث: تنويعات على قيمة واحدة، الفصل السابع: المسألة غير المستقرة حول النساء في فنون الأداء، الفصل الثامن: دور الفنون في الصحة النفسية، والتعافي الاجتماعى والتجديد الحضري.
القسم الرابع: جمع شمل البيانات، الفصل التاسع جمع البيانات الإبداعية.
والكتاب مهم ومناسب للظروف الحالية التي يعانى فيها الاقتصاد العالمى، المتوجب علينا البحث عن طرق جديدة للنماء الاقتصادى، بالبحث عن الصناعات الثقافية التي صارت أساسية فى العديد من دول العالم.