العلم قوة جبارة هكذا جسدته أحداث الحلقة الخامسة من مسلسل see season 3 فى موسمه الثالث، التى ركزت على كيفية استخدام العلم المنوط بعقول البشر فى المقام الأول، التى تسعى إلى ذلك إمام فى الخير أو الشر.
كان حرق المكتبة فى مسلسل see season 3 مشهدا يدفعنا لأن نتساءل عمن يتحمل مسئولية الجرائم التى ترتكب وفقا لقوة العلم، هل يتحملها العلم أم البشر الذين اكتشفوا العلم؟
لا يخفى على أحد من عشاق مسلسل الدراما والخيال العلمى، لكاتبه ستيفن نايت، أن البشر حينما فقدوا نعمة البصر، سعوا لامتلاك أى قوة لحماية أنفسهم، حتى اكتشفوا ما وصل إليه مجموعة قليلة منهم ولدوا حديثا ولم يفقدوا هذه النعمة، فتمكنوا من خلال القراءة إلى كيفية صنع القنابل، التى كانت قوتها بمثابة امتلاك الأرض ومن عليها، فهى السلاح الأسهل الذى يمكنهم من محو أعدائهم فى ثوانى معدودة.
عبر مسار الأحداث، سعى "بابا فوس" إلى تحرير الأطفال المبصرون من قبضة الأسر فى بيت التنوير، بعد إجبارهم على صناعة القنابل، وبعد نجاحه فى ذلك، لجأ إلى ما لم يتوقعه أحد، وهو حرق المكتبة الكبيرة فى بيت التنوير.
وفى الوقت الذى كان "بابا فوس" يحرق فيه المكتبة، رأينا "هانيوا" ابنته بالتبنى، التى لم تفقد نعمة البصر، وهى تثور غاضبة من حرق المكتبة التى تحتوي على علوم بإمكانها أن ترسم المستقبل للبشر، سواء كان هذا المستقبل مشرقا أم مظلما.
ما فعلته "هانيوا" فى محاولتها لإيقاف "بابا فوس" عن حرق المكتبة، كان أشبه بكثير إلى ما فعله ألفرد نوبل (21 أكتوبر 1833 - 10 ديسمبر 1896)، المهندس والمخترع والكيميائي السويدي، الذى اخترع الديناميت في سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه، والتى أراد من خلالها التأكيد على رسالة هامة، وهى كيفية استخدام قوى العلم فى الخير لا الشر، فى تعمير الأرض لا فى هدمها وقتل البشر.