توالت الأحداث فى سنة 208 ووقع العديد من الأحداث فى التاريخ الإسلامي، وكان الخليفة المأمون يعيش أوج أيامه وأزهى عصوره، فما الذى حدث؟ وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان ومائتين":
فيها: ذهب الحسن بن الحسين بن مصعب أخو طاهر فارا من خراسان إلى كرمان فعصى بها، فسار إليه أحمد بن أبى خالد فحاصره حتى نزل قهرا، فذهب به إلى المأمون فعفا عنه فاستحسن ذلك منه.
وفيها: استعفى محمد بن سماعة من القضاء فأعفاه المأمون وولى مكانه إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة.
وفيها: ولى المأمون محمد بن عبد الرحمن المخزومى القضاء بعسكر المهدى فى شهر المحرم، ثم عزله عن قريب وولى مكانه بشر بن سعيد بن الوليد الكندى فى شهر ربيع الأول منها.
فقال المخزومى فى ذلك:
ألا أيها الملك الموحد ربه * قاضيك بشر بن الوليد حمار
ينفى شهادة من يدين بما به * نطق الكتاب وجاءت الأخبار
ويعدُّ عدلا من يقول بأنه * شيخ تحيط بجسمه الأقطار
وفيها: حج بالناس صالح بن هارون الرشيد عن أمر أخيه المأمون.
وفيها توفى من الأعيان: الأسود بن عامر، وسعيد بن عامر، وعبد الله بن بكر، أحد مشايخ الحديث.
والفضل بن الربيع الحاجب، ومحمد بن مصعب، وموسى بن محمد، الأمين الذى كان قد ولاه العهد من بعده ولقبه: بالناطق، فلم يتم له أمره حتى قتل أبوه، وكان ما كان كما تقدم.
ويحيى بن أبى بكر، ويحيى بن حسان، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، ويونس بن محمد، المؤدب.