مرت 99 عامًا على صدور واحد من أهم الكتب في تاريخ البشرية وهو كتاب النبى لجبران خليل جبران الذى أثر في ثقافات مختلفة حول العالم وذاعت اقتباساته ومقتطفاته.
نشر الكتاب في 23 سبتمبر من عام 1923، ويمكن اعتباره كتابًا رومانسيًا نثريًا يركز على نبي يشارك أتباعه الحكمة حول الأسرة والعمل والموت والحب والحرية، باع حوالي 1200 نسخة في عامه الأول لكنه اكتسب القراء تدريجيًا عن طريق الكلام الشفهي على مدى العقود اللاحقة، وأصبح ظاهرة بحلول عام 1957، عندما باعت نسخته المليون، وقد باع "النبي" حتى يومنا هذا ما يزيد عن 10 ملايين نسخة وترجم إلى أكثر من 100 لغة وفقا لموقع هيستورى.
أهمية الكتاب
جعل هذا الكتاب مؤلف جبران خليل جبران واحدا من أكثر الكتب مبيعًا في كل العصور، ووصف جوان كول، مترجم جبران ومؤرخ الشرق الأوسط، شعبية النبي في أواخر الخمسينيات والستينيات بأنها جزء من تحول ثقافي حيث قال: "لقد قدم روحانية عالمية خالية من العقيدة كما حث الناس على عدم إصدار الأحكام".
كان النجاح الواسع لنثر جبران خليل جبران الإنساني مفاجأة حتى لناشره، ألفريد كنوبف، الذي التقى به جبران عند انتقاله إلى مدينة نيويورك في عام 1911 حيث قال ذات مرة: "لم أقابل خمسة أشخاص قرأوا جبران".
أفكار كتاب النبى
يدور كتاب "النبي" حول حكيم زاهد يدعى "المصطفى" يرحل عن مدينة "أورفليس" التي أحب أهلها، إلى مسقط رأسه، وإذ يتجمع الناس لوداعه يلقى عليهم تعاليمه ونصائحه.
ومن عناوين النصوص التي يحتويها الكتاب: المطرة، الزواج، الأبناء، العطاء، اللذة، الجمال، الحزن والفرح، الألم، الصداقة، الزمان، الدين، البيع والشراء، الخير والشر، الحرية، القانون، الجريمة والعقاب، الموت، الوداع.
ولعل أهم ما يميز الكتاب أنه يضم لوحات جبران التشكيلية التى رسمها طوال حياته، وهى اللوحات التى لم تنل نفس شهرة الأعمال الأدبية.
مقتطفات من الكتاب
يقول بعض الناس: "الفرح أسمى من الحزن"
ويقول آخرون: "إنما الحزن أسمى"
ولكنى أقول لكم إنهما لا ينفصلان.
معا يقبلان، وإذا انفرد أحدهما بك على المائدة، فاذكر أن الآخر يرقد فى فراشك.
يناقش الكتاب أيضا فكرة العقل والعاطفة فيقول:
وإذا جلست فوق التلال فى الظل الرطيب لأشجار الحور البيض، وشاركت ما ترامى من الحقول والمروج هدأتها وصحوها، فدع قلبك يردد فى سكون: "إن روح الله تسكن فى العقل"
وإذا هبت العاصفة، وهزت الريح العاتية أرجاء الغابة، وأفصح الرعد والبرق عن جلال السماء، فدع قلبك يردد فى خشية: "إن روح الله تموج فى العاطفة".
وما دمت نفسا يتردد فى ملكوت الله، وورقة تضطرب فى غابته، فلتسكن أنت أيضاً فى العقل، ولتموج فى العاطفة.