تحل اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الألمانى الشهير مارتن هيدجر الذى ولد 26 سبتمبر من عام 1889 بجنوب ألمانيا، والذى يعد أحد أهم منظرى الوجودية فى العالم.
وقد تميز هيدجر مع جان بول سارتر بتأثيرهما الكبير على المدارس الفلسفية فى القرن العشرين ومن أهمها الوجودية، والتأويليات، وفلسفة النقض أو التفكيكية، وما بعد الحداثة، ومن أهم إنجازاته أنه أعاد توجيه الفلسفة الغربية بعيداً عن الأسئلة الميتافيزيقية واللاهوتية.
كانت الفلسفة الوجودية محور بحث هيدجر، حيث ركز على فكرة الوجود والعدم، وقد قال عن الحياة: "إنها الحياة التى يجد المرء نفسه سائرًا فيها نحو الموت"، وهو بذلك يعبر عن فكره إزاء التجربة الإنسانية بوجه عام، غير أن ما شغل تفكير مارتن هيدجر ليس الموت وإنما العدم فقد اعتبر القلق شعورا كامنا داخل الإنسان، وأن محور هذا القلق هو العدم، حيث أكد دائما عبر كتبه أن الإنسان يقلق لكونه يدرك أنه محكوم فى النهاية بالموت الذى هو العدم نفسه، والقلق هذا هو ليس الخوف، إذ يفرق بين الاثنين بشكل واضح: فى الخوف يستطيع الإنسان أن يحدد موضوع خوفه والذى يأتى من خطر معروف، أما القلق فإن موضعه وأسبابه تكون غير مفهومة، منشأ القلق عند هايدجر ليس الشعور بالذنب بعد ارتكاب خطيئة ما كما عند كيركيجارد، وإنما منشأه هو الخوف من العدم وعن ذلك قال :"وما القلق إلا حالة الخوف المطلق أمام العراء المطلق".
من أشهر كتبه الوجود والزمان، دروب موصدة، ما الذى يسمى فكرا؟، المفاهيم الأساسية فى الميتافيزيقا؟، نداء الحقيقة، فى ماهية الحرية الإنسانية، نيتشه.