دارت فلسفة كونفوشيوس الذى ولد فى الصين وتحديدا بمقاطعة شاندونج عام 551 قبل الميلاد حول معانى السلام والأخلاق مثل أغلب الفلسفات الآسيوية التى تقوم محاورها على السلام الروحي لكن كونفوشيوس كان له السبق فهو أول فيلسوف صينى ينجح فى إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلام الاجتماعي والأخلاقى ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقية عليا وقد انتشرت تعاليمه فى بلاد مجاورة لدى الثقافات الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية.
كان كونفوشيوس محافظاً في نظرته إلى الحياة فهو يرى بأن العصر الذهبي للإنسانية كان في القدم وراءها، أي كان في الماضي. وهو لذلك كان يحن إلى الماضي ويدعو الناس إلى الحياة فيه و لكن الحكام لم يكونوا من رأيه ولذلك لقي بعض المعارضة، وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين، عندما حكم الصين ملوك أحرقوا كتبه وحرموا تعاليمه.
وقد فكر كونفوشيوس كثيرا في الحلول الاجتماعية ولذا برزت أقواله فى هذا السياق حيث قال عن كيفية تحقيق النجاح والتفوق:"الرجل المتفوق يود أن يكون بطيئاً في أقواله، وجادا في تصرفه وقال :"ما يبحث عنه الرجل المتفوق في نفسه، يبحث عنه الرجل العادي في الآخرين".
ويقوم مذهب كونفوشيوس على حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب في الخطاب، ونظافة اليد واللسان، وأيضاً على احترام الأكبر سناً والأكبر مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وعلى طاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها.
ومن كتبه كتاب "الشي - جنج" وهو كتاب أناشيد قام بترتيبه وتبويبه، كما شرح فيه كنه الحياة ومبادئ الأخلاق الفاضلة، وكتاب "التشو - شيو" وهو كتاب تاريخ سجل فيه أهم الأحداث التي وقعت في مدينته "لو"، و"الشو - جنج" وهو كتاب تاريخ آخر ولكنه أشمل، حيث جمع فيه أهم وأرقى ما وجده في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص.
ومن أقوال كونفوشيوس:
اعتق ما أحببت، فإذا عاد إليك فهو ملك لك إلى الأبد.
ما يبحث عنه الرجل النبيل موجود في نفسه، وما يبحث عنه الرجل الدنيء موجود عند الآخرين
لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً.
سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر.
ليس من أغراك بالعسل حبيباً، بل من نصحك بالصدق عزيزاً.