تحتفل بعض دول العالم، فى مثل هذا اليوم 1 أكتوبر باليوم العالمى للقهوة، بعدما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة، وتم إطلاقه فى ميلان لأول مرة، وقد استغل هذا اليوم أيضًا للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعى حول مشاكل مزارعى البن.
دخلت القهوة مصر مع طلاب الأزهر من اليمنيين وقبلهم شيخ الزهد والتصوف أبو بكر عبد الله العيدروسى الشاذلى اليمني، وبحسب كتاب "ملامح القاهرة فى ألف عام" للأديب جمال الغيطانى: "أول من اهتدى إليها حيث كان يمر فى سياحته بشجر البن فاقتات من ثمره حين رآه متروكا مع كثرته، فوجد فيه تجفيفًا للدماغ واجتلابًا للسهر وتنشيطًا للعبادة، فاتخذه طعامًا وشرابًا.. وأرشد اتباعه إليه، ثم وصل العيدروس إلى مصر سنة 905هــ "وبعد أن أحبها الناس، انتشر بيعها فى دكاكين الشربتلية وسميت باسم المقاهي، وتم توسعتها وتنظيمها بالشكل الذى نراها عليه الآن وسمى من يقدمها "قهوجي".
وحرم البعض القهوة لما رأوه فيها من الضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة وفى سنة 1037 هـ زار القاهرة الرحالة المغربى أبو بكر العياشى ووصف مجالس شرب القهوة فى البيوت، وفى الأماكن المخصصة لها، وفى مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها، وانتشرت فى القاهرة الأماكن التى تقدمها، وأطلق عليها اسم المقاهى، ويبدو لنا أن هذه الأماكن كانت موجودة من قبل ذلك بمئات السنين، ولكن لم يطلق عليها اسم المقاهى لأن القهوة نفسها لم تكن دخلت إلى مصر، وكانت هذه الأماكن معدة لتناول المشروبات الأخرى كالحلبة والكركدية والقرفة والزنجبيل.
ويقول الروائى الكبير جمال الغيطانى، فى بداية القرن التاسع عشر كانت القهوة تقدم فى "بكرج" موضوع على جمر فى وعاء من الفضة أو النحاس يسمى "عازقى" ويعلق هذا الوعاء فى ثلاثة سلاسل ويقدم الخادم القهوة ممسكًا أسفل الطرف بين الإبهام والسبابة، وعندما يتناول الفنجان والطرف يستعمل كلتا يديه واضعًا شمالة تحت يمينه، وتستعمل مجمرة تسمى "منقدًا" من النحاس المبيض بالقصدير وكانت القهوة يضاف إليها أحيانًا الحبهان، أو المصطكا، أما الأغنياء فكانوا يضيفون إليها العنبر، أما الآن فالقهوة تقدم فى كنكة من نحاس ثم تصب فى فناجين خزفية صغيرة.
الأمر لم يتوقف عند المسلمين فقط، بل أن عددا من بين الطوائف المسيحية التى تحرم القهوة، تعرف طائفة "المورمون" وهي مجموعة دينية وثقافية متعلقة بالمورمونية، وهي ديانة بدأها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر تحديدا عام 1820، الغالبية العظمى من المورمون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بينما أقلية أعضاء الكنائس المستقلة الأخرى، يعتبر المورمون أنفسهم جزءًا من الديانة المسيحية.
للمورمون عادات وتقاليد بعضها غريب منها الامتناع عن العلاقات الجنسية قبل الزواج، والمشاركة في قيادة الكنيسة، أمسيات الأسرة في المنزل والتبشير. تُحرّمُ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة شرب الخمر، وغالبية أتباعها لا يشربون الشاي و القهوة وكل ما يحتوي على الكافيين، كما أنهم لا يدخنون السجائر.
لكن التحريم التي واجهته القهوة قديما، لكنها لعلها اليوم المشروب الأول حول العالم، وتذكر عدد من التقارير العالمية، أن معدل استهلاك القهوة عالميًا وصل إلى أكثر من 150 مليون كيسًا كل عام، وهو ما يساوى 10 مليون طن، لكن رغم هذا الشعبية إلا أن القهوة على مدار تاريخها تعرضت لحملات تحريم من أصحاب الديانتى الإسلامية والمسيحية.