نحتفل هذه الأيام بمرور الذكرى الـ 49 على انتصار أكتوبر المجيد، والذي حقق فيه الجيش المصري إعجازا عسكريا ومجدا حربيا عظيما، استطاع فيه هدم خط بارليف المنيع، وإزالة الحاجز الترابي العملاق، وعبور قناة السويس خلال ساعات بسيطة، ليؤكدوا بسالة المصريين وعظمة قواتها المسلحة، محققين أول انتصار للجيوش العربية على الكيان الصهيوني.
وعلى مر التاريخ كان الجيش المصري، حاجز منيع أمام أي عدو، ومنذ تأسيسه منذ السنين، وتكون أول جيش نظامي في التاريخ، كان دائما له اليد العليا في العديد من المعارك الحربية، التي خلدت على صفحات التاريخ.
واحدة من تلك المعارك العظيمة التي خلدت في التاريخ المصري القديم، معركة "مجدو" التي وقعت بين المصريين القدماء وقادش التي وقعت فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكان يقود الجيش المصري فيها تحتمس الثالث، وكانت الحملة العسكرية عبارة عن خطة رائعة وقوية الإحكام والتنفيذ، فنراه يزحف نحو غزة فى عشرة أيام ويحتل المدينة ويأخذ طريقه إلى مجدو التي تمردت على حكمه بقيادة أمير قادش.
الدكتور حسين عبد البصير ذكر في كتابه "الفراعنة المحاربون"، أنه كانت هناك مشكلة فى اختيار الطريق المناسب الذي على القوات أن تسلكه إلى مجدو، فكان هناك طريقان معتادان غير أن تحتمس الثالث اختار الطريق غير المتوقع والضيق والأشد خطورة ووعورة حتى يحدث المفاجأة للعدو ويقضى عليه، وكان النصر العظيم حليف الفرعون المحارب تحتمس الثالث بعد أن حاصر المدينة لمدة سبعة أشهر.