من ضمن أوجه الأدب الرائعة أنه يوثق ويؤرخ للأمة، وهو ما حدث في بعض الأعمال الروائية التي وثقت لحال المجتمع والناس في حقبة حرب 1973، وأيضا كانت تأريخا لحالة الحرب وكيف استطاع أبناء الجيش المصري الباسل من تحقيق انتصار عظيم ومجيد على الكيان الصهيوني.
ومن أوائل الروايات التي تناولت الحرب، رواية الرصاصة لا تزال في جيبى، إذا صدرت عام 1974، ويصف فيها إحسان عبد القدوس، حال الجنود المصريين خلال حرب أكتوبر والانتصار فيها، تحولت هذه الرواية إلى فيلم يحمل نفس اسمها، تم انتاجه عام 1974، ولعب بطولته الفنانين محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني، وسعيد صالح.
وبحسب مقدمة الرواية: كل ما في هذه القصة من حوادث وشخصيات هو مجرد صور أطلقها خيالي، وكاتب القصة غير المؤرخ وغير المحقق الصحفي، إنه حتى وهو يتعرض بقصته للأحداث الوطنية العامة يعتمد على خياله متحرراً من الارتباط بالواقع، وكل القصص العالمية التي انطلقت من سنوات الحرب، أو من الثورات الوطنية الكبيرة، لم تكن ترسم واقعاً ولكنها كانت خيالاً من وحي واقع، وقصص الحرب والسلام لتولستوي، وقصص باردليان والفرسان الثلاثة، وقصص جيمس بوند، ليست سرداً لوقائع تاريخية، ولكنها من وحي واقع تاريخي.
بحسب تصريحات صحفية سابقة للروائي الراحل إحسان عبد القدوس فقد تم كتابة رواية "الرصاصة لاتزال في جيبي"، والتي تحولت إلى فيلم بنفس الاسم على مرحلتين، المرحلة الأولى، جرى كتابتها أثناء مرحلة معارك حرب الاستنزاف، ونشرت هذه المرحلة تحت عنوان" رصاصة واحدة في جيبي"، وبعد حرب السادس من أكتوبر كتبت المرحلة الثانية من القصة تحت عنوان" الرصاصة لاتزال في جيبي".
وتدور أحداث الرواية حول شخصية" محمد" بطل العمل الذي يضل طريقه في الصحراء شهوراً طويلة محتفظاً برصاصة في جيبه احتفظ بها منذ نكسة 1967، أملا في استخدامها بنفسه كمجند مع أول مواجهة حقيقية مع إسرائيل، وبالفعل يحقق حلمه في النهاية بعبور قناة السويس.