تنقسم حقبة ما قبل عصور ما قبل التاريخ إلى عصور وأزمان هى العصر الحجرى القديم والوسيط والحديث، والعصر النحاسى، وتتم دراسة حضارة الإنسان فى عصور ما قبل التاريخ من خلال الأدوات والأسلحة التى كان يصنعها أو يستعملها، والحيوانات التى كان يصطادها أو يدجنها، والأماكن التى كان يسكنها أو يدفن فيها موتاه.
ومن تلك العصور القديمة، يعرف العصر النحاسى بأنه العصر المحصور فى الفترة الزمنية ما بين 4500 قبل الميلاد وحتى 3500 قبل الميلاد، وقد سمى بالعصر النحاسى بسبب تطور عملية صهر وصناعة النحاس فى هذا العصر، وقد صنع من النحاس أجمل العناصر والرموز الدينية والتى تم العثور عليها فى منطقة البحر الميت الموجودة فى المملكة الأردنية الهاشمية، وقد اشتهر الناس فى العصر الحجرى النحاسى باستخدام الذهب فى صناعة الحلى والمجوهرات أما النحاس فقد صنعت منه جميع الأدوات.
كما أن العصر النحاسى هو امتداد للعصر الحجري، ويطلق عليه البعض اسم العصر الحجرى الحديث، وهو الفترة الانتقالية بين العصر الحجرى والعصر البرونزي، وقد ساد عنصر النحاس على جميع العناصر الأخرى فى عملية تشغيل المعادن، وذلك قبل أن تتم عملية إضافة القصدير إلى النحاس ليظهر البرونز كعنصر أقوى وأفضل من النحاس ويحل العصر البرونزى محل العصر الحجرى النحاسي.
فترة العصر النحاسى هى فترة انتقالية وهى خارج نظام الحقب الثلاث العصور التقليدي، وتقع بين العصر الحجرى الحديث والعصر البرونزي. ويبدو أن النحاس لم ينتشر بشكل واسع فى البداية، وإن محاولات صناعة سبائك منه مع القصدير بدأت بسرعة، مما يجعل التمييز بين حضارات العصر النحاسى وعصورها صعباً. وفى هذا العصر قاموا باكتشاف المعادن ولهذا قاموا بتسميته عصر المعادن أو العصر المعدنى
وبسبب عدم الوضوح هذا، فإن هذه التسمية تستخدم من قبل علماء الآثار فى بعض أجزاء العالم فقط. وخاصة فى جنوب شرق أوروبا وغرب ووسط آسيا، حيث ظهر هناك حوالى الألف الرابع قبل الميلاد.
ويعدّ شعب البيكر الأوروبى كثيرا من الأحيان من شعوب العصر النحاسي، كما تعدّ من حضارات العصر النحاسى حضارات غرب آسيا التى كانت من أولى الحضارات المتمدنة. والعديد من الشواهد الحجرية الكبيرة فى أوروبا رفعت فى تلك الفترة، وتشير بعض النظريات ان مجموعة اللغات الهندو أوروبية المفترضة (لغة يتوقع العلماء أنها وجدت) نشأت فى تلك الفترة.
أوتزى الرجل الثلجي، الذى وجد فى أوتزتالر فى جبال الألب والتى أرخت بقاياه إلى حدود 3300 قبل الميلاد، كان يحمل فأسا نحاسية وسكين من حجر الصوان. يظهرا أنه كان فى منطقة من أوروبا كانت تمر فى تلك الفترة التاريخية.