يقال إن اللاعبإيرلينج هالاند لاعب مانشيستر سيتى، هو آخر نسل جنود الفايكنج على قيد الحياة، وحصل اللاعب المتألق فوق مستوى العادة خلال الفترة الأخيرة على عدة ألقاب، وجاء بين أبرز الألقاب التى أطلقتها الجماهير على هالاند "تارجيريان"، فى إشارة إلى ديمون تارجيريان بطل المسلسل التليفزيونى الشهير house of the dragon، وهو أحد أشهر المسلسلات الخيالية.
كما تنوعت الألقاب الأخرى بين "وحش مانشستر"، و"إيرلينج هاتريك"، و"فايكنج" وهو لقب يُطلق على شعوب جرمانية، فهل النجم النرويجى يشبه حقا شعوب الفايكنج؟
وشبه الجمهور اللاعب النرويجى بأحد أشهر الشخصيات الأسطورية فى تاريخ الفايكنج وهو راغنار لوثبروك، أحد من أشهر الأسماء لدى "الفايكنج" على امتداد كل أراضى اسكندنافيا كان اسمه يذكر دائماً، من السويد إلى أيسلندا والدنمارك وصولاً إلى المملكة الكبرى فى النرويج.
وبعيداً عن المصادر الحقيقية حوّل شجاعة راغنر التي خلّدت اسمه في كتب التاريخ، أصبحت الآن تتكرر مع اسم شاب نرويجى عملاق، يحقق أرقاما إعجازية في كرة القدم، واسكندنافيا أيضا جاء من النرويج، إنه إيرلينج هالاند (19 عاماً).
والفايكنج هم شعوب جرمانية نوردية وغالباً على ملاحي السفن الذين جاءوا من إسكندنافيا ما بين القرن الثامن والقرن الحادى عشر، والتى تتألف اليوم من ثلاث بلدان (النرويج، الدنمارك، السويد)، كما أطلق عليهم لقب النورسيين أو الشماليين (أهل الشمال).
اتسم شعب الفايكنج ببعض السمات العامة مثل طول القامة وضخامة الجثة حتى في النساء، وبياض البشرة مع الشعر الأشقر. وكان شعر النساء غزير وطويل وناعم جداً، وكذلك كان الرجال يطولون شعر رأسهم بقصات همجية مختلفة ويطولون شعر لحيتهم وشاربهم الذى كان مميزاً بطوله إلى ما بعد الذقن.
ولم تراعي النساء الأساليب الحضارية الراقية بل كانت قوية وعنيفة وقد تقضى حاجتها فى أى مكان مثل الرجال تماماً بشهادة مؤرخين كثر، وقد عرفوا المعلقة ولكن لم يعرفوا الشوكة، ومن أهم من كتب عنهم كان ابن فضلان العالم المسلم حيث التقى بجماعة منهم فى سفره إلى بلاد روسيا، لأن قبيلة مهمة تسمى روس قد استوطنت هناك وهي في الأصل من الفايكنج.
وقال إنهم طوال جداً ويحملون الوشوم ووصف المرأة كما ذكرنا، وقال كلما كان الرجل كسب يقارب العشرة آلاف درهم كان يجلب لامرأته طوقا، وقال أيضاً إنهم يكرمون الضيوف جداً ويتنافسون على ذلك، والطعام فى الوليمة التى قدمت له كان كثيراً ولكنه رديء وكان يكثر قذف الطعام والشراب والضحك بأفواه مملوءة أثناء الأكل. كما وصف العادات الجنائزية لأحد الأغنياء بأنه كان يدفن لعشرة أيام في القبر ثم يخرجوه ويلبسوه ملابس فخمة جديدة تجهز في خلال العشرة أيام، ويجهزون أيضاً واحدة من جواريه التي تختار الموت بالحرق مع سيدها طواعية لأنه شرف لها، ويفعلون لها كل ما تريد، وأخيراً يجهزون سفينة كبيرة محملة بكل ما كان يملك ويجلسوه في سرير فخم، وتتقدم ملك الموت وهى عجوز ساحرة بقتل حيوانات مختلفة، وتقوم الجارية بالغناء وبعض الحركات، ثم تقتلها العجوز بسكين وتحرق السفينة بمن فيها في الأخير.