أرست اكتشافات سفانتى بابو الفائز مؤخرا بجائزة نوبل فى الطب، للفوارق بين البشر الأحياء والبشر المنقرضين ومنهم إنسان نياندرتال، والذى كشف العالم السويدى عن مدى صلته بالإنسان العاقل وبقاء جيناته حتى اليوم، لكن من هو إنسان نياندرتال؟
إنسان نياندرتال هو عضو فى مجموعة من البشر القدامى الذين ظهروا منذ 200 ألف عام على الأقل خلال عصر البليستوسين (حوالى 2.6 مليون إلى 11700 سنة)، وتم استبدالهم أو استيعابهم فى أوائل العصر الحديث ضمن السكان البشريين (الإنسان العاقل) بين 35000 وربما 24000 سنة.
سكن إنسان نياندرتال أوراسيا من مناطق المحيط الأطلسى فى أوروبا شرقاً إلى آسيا الوسطى، من أقصى الشمال حتى بلجيكا الحالية وإلى أقصى الجنوب مثل البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب آسيا بينما عاشت مجموعات بشرية قديمة مماثلة فى نفس الوقت فى شرق آسيا وأفريقيا.
ولأن إنسان نياندرتال عاش فى أرض وفيرة من الكهوف الجيرية، والتى حافظت على العظام جيدًا وحيث كان هناك تاريخ طويل من الأبحاث فى عصور ما قبل التاريخ، فإنهم معروفون أكثر من أى مجموعة بشرية قديمة أخرى، وبالتالى بل إنهم أصبحوا نموذجًا أصليًا لـ "رجال الكهوف".
اشتق اسم نياندرتال (أو نياندرتال) من وادى نياندر (إنسان نياندر تال الألمانى أو نياندر تال) فى ألمانيا حيث تم العثور على الحفريات لأول مرة وفقا لموسوعة بريتانيكا.
حتى أواخر القرن العشرين كان إنسان نياندرتال يعتبر جينيًا ومورفولوجيًا وسلوكيًا متميزًا عن البشر الأحياء. ومع ذلك، كشفت الاكتشافات الحديثة حول هذه الحفريات المحفوظة جيدًا عن السكان الأوراسيين عن تداخل بين البشر الأحياء والبشر القدامى.
عاش إنسان نياندرتال قبل وأثناء العصر الجليدى الأخير من العصر الجليدى فى بعض أكثر البيئات التى لا ترحم على الإطلاق التى سكنها البشر وقد طوروا ثقافة ناجحة باستخدام تقنية الأدوات الحجرية المعقدة، والتى كانت تعتمد على الصيد، مع بعض جمع القمامة وجمع النباتات المحلية ويعتبر بقاؤهم على قيد الحياة خلال عشرات الآلاف من السنين من العصر الجليدى الأخير هو شهادة رائعة على التكيف البشري.