من ضمن أوجه الأدب الرائعة أنه يوثق ويؤرخ للأمة، وهو ما حدث فى بعض الأعمال الروائية التى وثقت لحال المجتمع والناس فى حرب 1973، وأيضا كانت الروايات تمثل تأريخا لحالة الحرب وكيف استطاع أبناء الجيش المصرى الباسل من تحقيق انتصار عظيم ومجيد على الكيان الصهيونى.
ومن ضمن الروايات البديعة التى عبرت عن النصر المجيد، وجسدت تضحية جيل بأكمله فى حرب السادس من أكتوبر رواية "الحرب فى بر مصر" التى تعد واحدة من أيقونات يوسف القعيد، حيث حازت على المرتبة الرابعة ضمن أفضل مئة رواية عربية، حسب قائمة أعدها قائمة اتحاد الكتاب العرب، ونشرت القائمة فى العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
تدور أحداث الرواية فى قرية مصرية قبيل حرب 1973م، حيث يتنصل عمدة القرية من إرسال ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل، ولكيلا ينكشف هذا الأمر، يقوم بإرسال ابن خفيره "مصرى"، التلميذ الفقير المتفوق فى دراسته، بدلا منه، تستخرج أوراق إثبات جديدة لـ"مصرى" باسم ابن العمدة، ويؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية، ويلتحق بالجيش، لكن الشاب الصغير يضيق ذرعا بلعب دور ابن العمدة ويثقل السر الدفين عليه، تبدأ الحرب فيستشهد ببسالة، لكن الأوراق الرسمية كلها تشير إلى أن ابن العمدة هو الذى استشهد.
وبذلك ينال العمدة العزاء الممزوج بالثناء والتمجيد لبطولة ابنه المزعوم، بينما الابن الحقيقي حى يرزق، يرفض تسليم الجثة إلى الوالد المكلوم، وتدفن خيوط القضية مع الشهيد نظرا لتورط شخصيات عديدة بالموضوع، يوسف القعيد أديب وقصاص مصري معاصر ولد بالبحيرة، عرف بنبرته السياسية الناقدة كما تعرضت بعض أعماله للمصادرة.
وتم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى إنتاج وعرض عام 1991 من بطولة الممثل العالمي عمر الشريف والممثل المصرى عزت العلايلى والممثلة صفية العمرى، سيناريو وحوار محسن زايد وموسيقى ياسر عبد الرحمن ومن إخراج صلاح أبو سيف.