تمر اليوم الذكرى الـ 1189 على وفاة الخليفة المأمون، وهو سابع خلفاء بنى العباس، شهد عهده ازدهارًا بالنهضة العلمية والفكرية فى العصر العباسى الأول.
ومن بين الحكايات المرتبطة بالخليفة المأمون، هو قيامه بعمل ثقب فى الهرم الأكبر فى محاوله لاكتشاف لغزه، والوصول إلى كنوز ربما تكون مخفية داخل الصرح الهرمى الأكبر فى التاريخ البشرى.
وبحسب كتاب "معجزة هرم الملك خوفو" لعالم الآثار المصرية زاهى حواس، فأن هناك فتحة فى الهرم تعرف بفتحة "المأمون" ابن الخليفة هارون الرشيد، الذى سمع عن الكنوز الموجودة داخل الهرم، لذلك جاء ومعه جنوده وظلوا يبحثون عن المدخل الأصلى الذى يقع فى الناحية الشمالية، لأن المصريين القدماء ربطوا بين مدخل الهرم والنجوم التى تقع فى الشمال، واستطاع المأمون وجنوده أن يحفروا هذا المدخل الذى نستعمله الآن ويقع أسفل المدخل الأصلى مباشرة، والذى كان مغلقا، ولم يستطيعوا الوصول إليه، ودخل الجنود ولم يعثورا على الكنوز التى داخل الهرم.
ويذكر الدكتور قاسم زكى فى كتابه "مأساة نفرتيتى وأخواتها: قصة نهب وتهريب الآثار المصرية للخارج منذ الأزل" أنه فى عام 820 ميلادية، وصل إلى علم الخليفة المأمون نبأ وجود كنوز عظيمة ومحتويات لا تقدر بثمن مدفونة داخل الهرم، فنظم المأمون حملة تضم المهندسين والمعماريين والبنائين ونحاتى الأحجاز، وقام بحملة بحث على مدخل الهرم (حيث كان فى هذا الوقت الهرم مغطى بطبقة خارجية من الحجر الجيرى التى تشكل جسم الهرم) وعندما فشلت الحملة لمدة 8 أشهر فى العثور على المدخل أصابهم اليأس لكن المأمون شجعهم على الاستمرار، فقررت الحملة أن تحفر مباشرة فى الأحجار الصخرية، لكن المطارق لم تنجح فى خدش البناء المنيع، فنصحهم حداد مصرى، بان يقوموا بتسخين الحجر التى توهج احمرارا ثم صبوا عليها الخل البارد حتى نجحوا فى شق الأحجار.
ويذكر المؤلف أن المأمون حضر بنفسه لدخول الهرم، لكنهم لم يجدوا سوى تابوت لا يوجد عليه أى نقوش والأغرب أن كان فارغا، وبعدها أوقف المأمون أى محاولات لاستكشاف الهرم حيث كانت النفقات مرتفعة، ويرى الكاتب أن محاولة المأمون كانت أول محاولة لاكتشاف سر "الهرم".