عودة نابليون إلى بلاده.. هل شعوره بالفشل فى مصر عجل بأمر عودته؟

تمر اليوم الذكرى الـ 223 على وصول نابليون بونابرت إلى فرنسا عائدًا من مصر، وذلك بعد قيادته الحملة الفرنسية على القاهرة، ويقال إنه أبحر فى الخفاء من الإسكندرية إلى فرنسا على ظهر سفينة تصحبها ثلاث سفن أخرى وترك مساعده كليبر ليقود الحملة فى مصر التى استمرت ثلاث سنوات، انتهت بهزيمة الفرنسيين فى معركة أبى قير البحرية. وكان نابليون أثناء وجوده فى مصر على اطلاع بالشؤون والأوضاع الأوروبية طيلة فترة وجوده فى مصر، وذلك عن طريق مطالعته للصحف والبرقيات الفرنسية التى كانت تصله بشكل متقطع. فاكتشف أن الدول الأوروبية تألبت على فرنسا، فهزمتها فى حرب الائتلاف الثانية واستردت منها ما كان قد كسبته. وبتاريخ 24 أغسطس سنة 1799، اغتنم بونابرت فرصة الانسحاب المؤقت للسفن البريطانية من على سواحل فرنسا وأبحر مسرعًا إليها، رغم عدم تلقيه أية أوامر من باريس بالعود. لكن هل فقط الأسباب السابقة هى التى دفعت "بونابرت" للخروج مصر، أم أن احساسه بفشل حملته عجل من أمر الخروج. بحسب كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قُبيل الوقت الحاضر" تأليف عمر الإسكندرى وسليم حسن، فأنه لم يطيِّب من خاطر نابليون ما وجهه فى القاهرة من ثورات؛ وإن انقطاع المواصلات عنه بمصر بعد تدمير أسطوله بموقعة "بوقير البحرية"، وعجزه عن الاستيلاء على عكاء التى هى فى نظره مفتاح الشرق، وضياع أمله فى فتح الهند؛ كل ذلك ملأه يأسًا، وذهب أدراج الرياح ما كان له من الآمال فى تكوين دولة عظيمة بالمشرق. ثم إن «السير سدنى سمث» كان قد أرسل إليه طائفة من الصحف الأوروبية، فقرأ فيها أن الحرب تجددت بين فرنسا والنمسا، وأن الأخيرة استردت شمالى إيطاليا الذى كان قد استولى عليه هو قبل مجيئه إلى مصر؛ فعوَّل فى الحال على أن يعود إلى فرنسا سرًّا، فغادر مصر يوم (19 ربيع الأول سنة 1214ﻫ/22 أغسطس سنة 1799) بعد أن عهد بقيادة الجيش للقائد "كليبر". ويوضح الكتاب أن نابليون خرج من مصر وترك الجيش الفرنسى تهدده الأخطار من كل جانب؛ إذ كان عدده قد نقص كثيرًا فى معارك الشام وغيرها، ودبَّ السخط فى نفوس الجند وقلَّت أموال الخزينة، وأصبح الجيش فى حاجة إلى الذخيرة والملابس، وأرسلت الدولة العثمانية جيشًا آخر إلى العريش يقوده الصدر الأعظم، وأسطولًا إلى دمياط؛ تريد إعادة الكَرَّة على مصر، هذا إلى أن المماليك عادوا إلى مكافحة الفرنسيس. نعم، إنهم فى جمادى سنة 1214 هـ هادنوا المماليك الذين كانوا قد تغلبوا على معظم الصعيد بزعامة رئيسهم مراد بك، بأن ولَّوْا مرادًا حكم بلاد الصعيد، بشرط أن يكون خاضعًا لسلطتهم مستعدًّا لمعونتهم، ولكنه كان متربصًا بهم النوازل حتى يستبد فى قومه بملك مصر.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;