انطلقت الصحافة المصرية فى القرن التاسع عشر، وصار فى القاهرة وغيرها من المدن عدد من الصحف زادت مع نهاية القرن، ومنها صحيفة الأهالى التى ظهرت فى سنة 1893، وفى عددها الثانى بدأت تطلب محررين للعمل بها.
لفت نظرى صيغة العنوان ولغته، وزاوية النظر إلى الصحافة بوصفها أمانة تفكر فى راهن الأمة ومستقبلها، كما امتلك العنوان أسلوبا علميا للتأكد من المحرر وقدراته، بأن يكتب موضوعا ويرسله ثم ينتظر الرد.
كتبت صحيفة الأهالى فى صفحتها الأولى:
إن إدارة جريدة الأهالى فى احتياج لاثنين من المحررين الأفاضل الواقفين على مجريات الأمور والأحوال، المستشعرين باحتياجات الأمة من الإصلاحات والمشروعات والأعمال.
فالأمل ممن يشعر فى نفسه بالإحساس الوطنى المشفوع بالدراية والتجربة والاقتدار على القيام بهذا العمل الجليل أن يتخير موضوعا ملائما لمشرب الجريدة كما يراه ويكتب فيه بحسب ما تهديه إليه أفكاره وإحساساته ثم يبعث به إدارة الجريدة إما عن يد مخصوص أو صديق لأحد الطرفين أو بواسطة البريد وينتظر الجواب عليه بالعنوان الذى يعينه فى ذيل ذلك الموضوع.
