صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، الطبعة السابعة من كتاب "أدب الدنيا والدين" لأبي الحسن الماوردي، تقديم الدكتور صلاح فضل، وتحقيق وتعليق محمد فتحي أبو بكر، وهو عمل جمع فيه صاحبه من الآداب والأخلاق الكثير، من آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي، ثم بأمثال الحكماء، وآداب البلغاء، وأقوال الشعراء، وسماه في الأصل كتاب البغية العليا في أدب الدين والدنيا، ولكن الاسم الذي شاع بين الناس هو كتاب أدب الدنيا والدين.
هذا الكتاب يستحق أن يقتنيه كل أبٍ وأمٍّ ومعلِّمٍ، بل وكل قارئ في الوطن العربي الكبير؛ ليكون نبراسًا ومرشدًا لكل مَنْ يريد سعادة الدنيا والآخرة. فهو كتاب نفيس، من عيون التراث الإسلامي، عظيم النفع والفائدة، يحوي الكثير من الحِكَم والمعارف المختلفة في شتى المجالات، ففيه تفسير، وحديث، وأخلاق، وسياسة، وآداب، واجتماع، وفلسفة، وتربية، بجانب فصول أخرى في الحِلم والغضب، والصدق والكذب، والصبر والجزع، والمروءة والحياء، والبر والمؤاخاة، وغير ذلك من الفوائد المنثورة في ثناياه.
ومن أجواء الكتاب نقرأ، إن أعظم الأمور خطرا وقدرا، وأعجبها نفعا ورفدا، ما استقام به الدين والدنيا، وانتظم به صلاح الآخرة والأولى، لأن باستقامة الدين تصحّ العبادة، وبصلاح الدنيا تتم السعادة.
وقد توخى بهذا الكتاب الإشارة إلى آدابهما، مفصلا ما أجمل من أحوالهما، على أعدل الأمرين: من إيجاز وبسط، جامعاً فيه بين تحقيق الفقهاء، وترقيق الأدباء، فلا ينبو عن فهم، ولا يدق في وهم، مستشهدا من كتاب الله، جلّ اسمه، بما يقتضيه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما يضاهيه ثم متبعاً ذلك بأمثال الحكماء، وآداب البلغاء، وأقوال الشعراء، لأن القلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة وتسأم من الفن الواحد. وقد قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه" "إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فاهدوا إليها طرائف الحكمة".
قسّم المؤلف كتابه ضمن أبواب خمسة؛ الأول: في فضل العقل وذم الهوى، الثاني: في أدب العلم، الثالث: في أدب الدين، الرابع: في أدب الدنيا، والخامس: في أدب النفس.