تمر اليوم الذكرى الـ1342، على وقوع معركة كربلاء، والتى انتهت بمقتل الإمام الحسين بن على بن أبى طالب وأهل بيته وأصحابه، على يد جيش يزيد بن معاوية، إذ وقعت فى 10 محرم سنة 61 للهجرة والذى يوافق 12 أكتوبر 680م، وسميت نسبة إلى مدينة كربلاء بالعراق.
تعدّ من أكثر المعارك جدلاً فى التاريخ الإسلامى فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعدّ هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التى كان لها دور محورى فى صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية .
وكانت الخلافة استقرَّت لمعاوية بن أبى سفيان بعد أن تنازل الحسن بن على -رضى الله عنه- عن الخلافة وبايع معاوية عليها بعد خلاف وقتال انتهى بالصلح ومبايعة معاوية، وكان هذا بعد سلسلة من الصراعات بدأت فى فتنة قتل عثمان بن عفان -رضى الله عنه- ثم معركة الجمل ثمَّ صفين، فتم عقد الصلح وسُمِّى العام الذى تم فيه الصلح بين الأطراف المتنازعة بعام الجماعة، وكان من بنود الصلح أن ترجع الخلافة إلى مبدأ الشورى من جديد بعد موت معاوية، أى أن يستشير المسلمون بعضهم فى تحديد خليفتهم القادم تمامًا كما كان يحدث فى عهد الخلفاء الراشدين، وتمَّ الصلح والتزمت الأطراف به كاملة، وبعد فترة مات الحسن بن على وبقى الحسين ملتزمًا ببنود الصلح حتَّى أنَّه خرج مجاهدًا فى سبيل الله مع الجيش الذى أرسله معاوية لفتح القسطنطينية سنة 49 للهجرة، ولكنّ الحدث الذى دفع البلاد إلى كثير من الاضطراب هو ما فعله معاوية بن أبى سفيان قبل وفاته، حيث قام معاوية بترشيح ابنه يزيد للخلافة بعده مخالفًا بنود الصلح ورافضًا نظام الشورى الذى اتُفق على العمل به بعد وفاة معاوية، فثار الصحابة الكرام على قرار معاوية، معتبرين ترشيحه ليزيد من باب توريث الخلافة دون البحث عن الشخص المناسب لها، فبدأت الانشقاقات فى صفوف الدولة الإسلامية وبدأت حركات المعارضة لحكم معاوية تظهر بين الناس.
وبعد أن استلم يزيد بن معاوية خلافة المسلمين، حاول أن يبحث عن طريقة تمنحه صفة شرعية فى الخلافة، فبعث إلى الحسين بن على يطلب منه أن يبايعه فى الخلافة ولكنَّ الحسين رفض وغادر المدينة المنورة سرًّا إلى مكة المكرمة واعتصم بها، وعندما وصلت أنباء اعتصام الحسين بن على فى مكة إلى الكوفة، فقامت بعض الحركات المؤيدة لاعتصام الحُسين.
فى العاشر من محرم من سنة 61 للهجرة كانت معركة كربلاء حين عبأ عمر بن سعد جيشه ووضع فى ميمنته عمر بن الحجاج وفى الميسرة شمر بن ذى الجوشن، وقد سعى عمر بن سعد إلى حبس الماء عن أنصار الحسين قبل معركة كربلاء، فباتوا أيامًا دون ماء يعانون من العطش، وعندما التقى الجيشان فى معركة كربلاء بدأ الجيش الأموى يمطر أنصار الحسين بالسهام فقُتل الكثير منهم، والتحم الجيشان واستمر القتال ساعة واحدة، قُتل فيها خمسون من أنصار الحسين، ثمَ استمرَّ القتال فى كربلاء وأنصار الحسين يُقتلون واحدًا وراء واحد، وكلما استمر القتال كلَّما قُتل عدد من أنصار الحسين وأقربائه وأهل بيته، وشارفت معركة كربلاء على الانتهاء عندما تقدَّم الحسين بن على على جواده وأمامه العباس بن على يحمل لواءه، وعندما حاول العباس أن يأتى بالماء من بحر العلقمى قتله الجيش الأموى ولم يبق فى الساحة إلَّا الحسين الذى أصيب بسهم فى نحره وأمطرته ضربات الرماح والسيوف بعده.
ثم قام شمر بن ذى الجوشن فصل رأس الحسين عن جسده، ولم ينج من معركة كربلاء إلَّا على الأصغر بن الحسين الذى حافظ على نسل أبيه من بعده.