عاش الإنسان القديم فترة طويلة رهن أساطيره وتصوراته للعالم، وكانت الحية منذ البداية عدوة الإنسان، أخرجته من الجنة، وقضت على خلوده، لكن كيف تعاملت الحضارات القدديمة معها، وكيف حولتها إلى رمز؟
نعتمد فى ذلك على كتاب " يقول كتاب ميثولوجيا أساطير الشعوب القديمة لـ حسن نعمة":
من صفات الحية القوة، وهى رمز الخوف والرعب، لدا شعوب عديدة، وترمز الحية إلى الشر خاصة لدى البابليين واليونانيين، حيث تقع المعارك بين آلهه الخير وبين الحيات الشريرة، ولذلك سمى العرب الحية شيطانا.
وقديما نظر الإنسان إلى الحية نظرة سحرية، وفى التوراة أمثلة عديدة على ذلك. ومنذ القديم كانت المقارنة بين الحية وحواء، ففى الديان المسيحية تعد الحية رمز الشيطان، وتظهر الأيقونات المسيحية السيدة العذراء تدوس الحية بقدمها، فالله اختار السيدة العذراء لتقهر الحية.
والصراع بين الأديان والحية لا يقتصر على المسيحية، وكذلك فى المعتقدات الفارسية القديمة، حيث أعتقد بأن الحية هى الزوج الأول للمرأة وبأن المرأه الأولى ضاجعتها الحيةفحصلت العادة الشهرى مباشرة بعد هذه المعاشرة،
وقديما كان الاعتقاد لدى اليهود بأن الحيض يعود للعلاقات التى حصلت فى الفردوس بين الحية وحواء.
وفى بلاد الاسكيمو معتقد آخر حول الحية مفاده أن القمر يأخذ شكل الحية ليضاجع النساء، ولذلك لا ترفع الفتاة نظرها نحو القمر خوفا من أن تحبل، وفى نفس المعتقد تأخذ الحية دور القمر، كذلك كان الاعتقاد قديما عند سكان إيطاليا واليونان وقد كانت والده الإسكندر الأكبر أولمبيا تلهو مع الحيات، ومما تقدم يتبين أنه يوجد معتقدات كثيره لدى القدماء حول الحيه وعلاقتها بالجنس مع المرأة.
وتعتبر الحية موزعة الخصب، وتجدد الخلق عن طريق تجدد جلدها، ورموز الخصب المقدسة لدى الإنسان القديم هى (الشتاء، القمر، الموت، المرأة، الحية).
وقد تبنت الهندوسية الحيه على أنها الإله الرئيس سيد الرجال والعالم، فالإله "شيفا" الخالق له أتباع من الحياة والحية ترمز إلى استمراريه الأشياء وخلودها.
و فى المنطقة السامية عبدت الحية، وفى مصر اعتبرت إحدى صفات الفرعون المصرى وهى روح النيل، كما اعتبرت الحية حارسها الينابيع والكنوز والخصوبة.
وفى ملحمة جلجامش البابليه أمثله عديدة حول الحية منها محاولة جلجامش الحصول على نبتة الخلود من قاع المحيط غير أنه خسرها أخيرا بأن أخذتها منه حية وابتلعتها فنالت الخلود، وهكذا أضاع جلجامش الخلود بعد آدم بسبب الحية وخبثها.