تمراليوم، الذكرى الـ715 على اعتقال جميع فرسان الهيكل بفرنسا بأمر من الملك فيليب الرابع بتنسيق مع كليمنت الخامس، وذلك فى 13 أكتوبر عام 1307م، وكان ذلك بمثابة بداية النهاية لأحد أقوى التنظيمات العسكرية التى تعتنق الفكر المسيحى الغربى، وأكثرها ثراءً ونفوذًا وأحد أبرز ممثلى الاقتصاد المسيحى، والذى دام نشاطهم قرابة قرنين من الزمان فى العصور الوسطى، وذلك بعدما أمر الملك فيليب الرابع باعتقال جميع فرسان الهيكل بفرنسا، وبدأت محاكمتهم بدعوى الهرطقة، ولمن لا يعرف فإن هذه الجماعة كانت واحدة من أخطر الجماعات فى التاريخ.
يورد كتاب ستيفين هوارث "فرسان الهيكل.. القصة الكاملة" أن الملك التقى بالبابا وأخبره باتهامات عديدة لفرسان الهكيل، منها التجديف وعبادة الشيطان وممارسة المثلية الجنسية، وبحسب تقرير بلغت الاتهامات، كما تم تفصيلها، نحو 128 مادة، كانت كافية لإعلان نهاية فرسان المسيح، لتؤول ثرواتها لملك فرنسا.
بعد خسارتهم جميع مواطئ قدميهم فى الشرق، بخمس سنوات أى عام 1305 أرسل البابا كليمنت الخامس من مستقره فى فرنسا إلى القائد الأعلى لفرسان الهيكل جاك دو مولاى، والقائد الأعلى لفرسان الإسبتارية فولك دى فالريه لبحث دمج التنظيمين، إلا أنهما رفضا، وبعدها بعام دعاهما لبحث الأمر مرة أخرى وأيضا رفضا.
انتهز فيليب الرابع ملك فرنسا، هذه الفرصة للتخلص من التنظيم، حيث أثقلته ديونه المالية التى يدين بها لهم، فطالما اقترض منهم الأموال، وحين بدا أنه لا يستطيع السداد، قرر على إثر ذلك، القضاء عليهم، وفى 13 أكتوبر سنة 1307 ، تم القبض عليهم وأُكرهوا تحت وطأة التعذيب على تقديم اعترافات مختلقة لينتهى مصيرهم بالإعدام على المحرقة، وأجبر ملك فرنسا البابا كليمنت الخامس على الوقوف ضد الفرسان وفى 22 نوفمبر 1307 أمر البابا جميع الملوك المسيحيين باعتقال فرسان الهيكل وحيازة ممتلكاتهم، ثم قرر تحت ضغط الملك بحل التنظيم نهائيا عام 1312، وفى 18 مارس 1314، تم إعدام قادة التنظيم ، لتتهى بذلك صفحة التنظيم الذى يعد الأخطر والفريد من نوعه فى تاريخ البشرية.
أمر الملك فيليب الرابع باعتقال جاك دو مولاى رئيس التنظيم ومعه العشرات من أعضاء التنظيم، وبدأت مذكرة الاعتقال بهذه الجملة: "إن الرب ساخط علينا، بلادنا تؤوى أعداء الدين، أدين فرسان الهيكل بتهم عديدة، منها الإلحاد وعبادة الأصنام والهرطقة وممارسة الدعارة فى طقوسهم والشذوذ الجنسى والفساد المالى والنصب والاحتيال والتخابر"، وقد سجلت استجوابات الفرنسان على ورق برشمان بلغ طوله 30 مترًا، يوجد حاليًا فى دار الوثائق القومية فى باريس.
وأجبر المعتقلون على الاعتراف بقيامهم بالبصق على الصليب، كما بيت الوثائق منها "أقر أنا ليموند دى لافير، 21 عامًا، بأنى بصقت على الصليب ثلاث مرات، من فمى لا من قلبي"، مما ثبت تهمة الإلحاد على فرسان الهيكل.