تمر، اليوم، الذكرى الـ93 على ميلاد الكاتب الصحفى والمؤرخ الكبير صلاح عيسى، إذ رحل فى 14 أكتوبر 2022، والذى يعد واحدًا من أهم مثقفى مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين، حيث حرص فى كتاباته المتعددة التى وصلت إلى نحو 20 كتابًا لتأريخ والتوثيق لمصر من الناحية الثقافية والسياسية.
صدر له أكثر من 20 كتاباً ومقالات عديدة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب، وكانت كتاباته عن مصر وأحداث مصرية تاريخية أثرت فى حياة المصريين، ومنها:
حكايات من دفتر الوطن
يحتوى هذا الكتاب على 13 حكاية من تاريخ مصر الحديث، ركز فيها صلاح عيسى على فترة الاحتلال الإنجليزى من بدايته ومواقف الزعماء والمقاومة الشعبية.
من حكايات زمن الجوارى، مرورًا بالموت على تل العقارب، ومغامرات عبد الله أفندى بالمر، والبطريرك فى المنفى، وجلاد دنشواى، إلى أن رفع عبد الحكم العلم، يحتوي هذا الكتاب الممتع على ثلاث عشرة حكاية مثيرة، قد يتعجب من أحداثها كثير من القُرَّاء، ليس فيها سطر واحد من وحي الخيال، أو عبارة واحدة لا تستند إلى مرجع أو مصدر، سواء كان وثيقة، أو صحيفة، أو مذكرات، أو دراسات وأبحاثًا.
الثورة العرابية
أصدر صلاح عيسى أول كتبه بعنوان "الثورة العرابية" عام 1979 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويناقش ويرصد صلاح عيسى في دراسته للثورة العرابية (من خلال عدة فصول) "الاحتكارات الاوربية من الاحتلال السلمى إلى الغزو المسلح والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة وأخيرا الجبهة الثورية من الوحدة إلى التفتت"، وقد جاء الكتاب في 612 صفحة، واعتمد عيسى في كتابته على مذكرات قادة الثورة العرابية وعدد من الوثائق التاريخية المصرية والإنجليزية والفرنسية.
رجال مرج دابق
اعتبر صلاح عيسى فى هذا الكتاب أن رجال مرج دابق هم الخونة من رجال مماليك السلطان "قنصوة الغوري" الذين باعوه للسلطان العثماني "سليم الأول"، فكانت هزيمة المصريين والشوام، ثم رجال السلطان المملوكي الأخير "طومان باي"، الذي شنقه "سليم الأول"، تحت "باب زويلة" في القاهرة، ثم انتهى الأمر باحتلال عثماني مظلم دامٍ للمنطقة العربية حوالى أربعة قرون.
رجال ريا وسكينة
استطاع صلاح عيسى أن يسرد وقائع قضية "ريا وسكينة" بشكل صحفى دقيق من خلال التطلع والبحث في الدفاتر القديمة، وتناول الحدث بواقعية ودون إضافة الطابع الكوميدي أو التراجيدي أو الدرامي كما تم في أعمال أخرى غطت القضية.
محاكمة فؤاد سراج الدين باشا
يستعرض فيه الكاتب الصحفى الراحل صلاح عيسى، محاكمة فؤاد سراج الدين باشا سكرتير عام حزب الوفد، والوزير فى حكومات الوفد قبل ثورة 23 يوليو 1952.. استمرت الجلسة حتى الساعة الحادية عشرة والثلث صباحا برئاسة قائد الجناح عبداللطيف بغدادى، وعضوية البكباشى أنور السادات، وقائد الأسراب حسن إبراهيم، ومثل الادعاء البكباشى سامى جادالحق، وعبد الرحمن صالح وكيل النائب العام.
مصرع مأمور البدارى
يستعرض صلاح عيسى فى هذا الكتاب، الجانب الخفي المتعلق بالطاغية إسماعيل صدقي باشا، الذي دفعته نشأته الأرستقراطية وفشله السياسي لاحتقار المصريين، والذين بدورهم أعطوا لحكامهم دروساً قاسية على مدى التاريخ.
يقترب الكاتب من الوعي الشعبي الجمعي، وقدرته على مقاومة المحتل، مشيراً إلى المنتج الاجتماعي في هذه الفترة، ممثلاً بأحمد جعيدي الشاب ابن الطبقة الاجتماعية الفقيرة "العاطل" الذي يثأر لكرامته ويقتل مأمور قسم البداري محمود الشافعي الذي ينتمي لنظام إسماعيل صدقي ويستخدم وسائل العقاب نفسها، ويحكم على جعيدي بالإعدام إلا أن محكمة النقض توصي بتخفيف الحكم الأمر الذي يغضب صدقي،