وقعت العديد من الأحداث فى سنوات حكم الخليفة المأمون، فلم يكن حاكما كسولا على أى مستوى سواء الفكرى أو السياسى والعسكرى، فما الذى جرى فى سنتى 117 و118 هجرية وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟.
ثم دخلت سنة سبعة عشرة ومائتين
فى المحرم منها: دخل المأمون مصر وظفر بعبدوس الفهرى فأمر فضربت عنقه، ثم كر راجعا إلى الشام.
وفيها: ركب المأمون إلى بلاد الروم أيضا فحاصر لؤلؤة مائة يوم، ثم ارتحل عنها واستخلف على حصارها عجيفا فخدعته الروم فأسروه، فأقام فى أيديهم ثمانية أيام، ثم انفلت منهم واستمر محاصرا لهم، فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بجيشه من ورائه، فبلغ المأمون فسار إليه، فلما أحس توفيل بقدومه هرب وبعث وزيره صنغل فسأله الأمان والمصالحة، لكنه بدأ بنفسه قبل المأمون فرد عليه المأمون كتابا بليغا مضمونه التقريع والتوبيخ: وإنى إنما أقبل منك الدخول فى الحنيفة وإلا فالسيف والقتل والسلام على من اتبع الهدى.
وفيها: حج بالناس سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي.
وفيها توفي: الحجاج بن منهال، وشريح بن النعمان، وموسى بن داود، الضبي، والله سبحانه أعلم.
ثم دخلت سنة ثمان عشرة ومائتين
فى أول يوم من جمادى الأولى: وجه المأمون ابنه العباس إلى بلاد الروم لبناء الطونة وتجديد عمارتها.
وبعث إلى سائر الأقاليم فى تجهيز الفعلة من كل بلد إليها، من مصر والشام والعراق، فاجتمع عليها خلق كثير، وأمره أن يجعلها ميلا فى ميل، وأن يجعل سورها ثلاث فراسخ، وأن يجعل لها ثلاثة أبواب.