تمر اليوم الذكرى الـ 96 على ميلاد الفيلسوف الفرنسى ميشيل فوكو، إذ ولد فى 15 أكتوبر عام 1926، ويعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من القرن العشرين، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل تاريخ الجنون فى كتابه "تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكي"، وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية فى السجون. ابتكر مصطلح "أركيولوجية المعرفة".
وصف أعمال فوكو من قبل المعلقين والنقاد بأنها تنتمى إلى "ما بعد الحداثة" أو "ما بعد البنيوية"، على أنه فى الستينيات من القرن الماضى كان اسمه غالباً ما يرتبط بالحركة البنيوية. وبالرغم من سعادته بهذا الوصف إلا أنه أكد فيما بعد بُعده عن البنيوية أو الاتجاه البنيوى فى التفكير، ومن أهم كتبه:
تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكى
أول تلك المؤلفات، وأبرزها هو كتاب "تاريخ الجنون فى العصر الكلاسيكي"، والصادر عام 1961، وفيه يفحص ميشيل فوكو الأفكار والممارسات والمؤسسات والفنون والآداب المتعلقة بالجنون فى التاريخ الغربي.
ويبدأ الكتاب فى العصور الوسطى، ليشير إلى العزل الفيزيائى والاجتماعى الذى أحاط بالمجذومين، حيث يقول فوكو بأنه ومع الانحسار التدريجى للمجذومين فى المجتمع، تم ملء الشاغر من خلال المجانين، فالعزل ظل موجوداً لكن موضوع العزل تغير.
المراقبة والمعاقبة
ثانى الكتب هو "المراقبة والمعاقبة"، والذى نشر فى فرنسا عام 1975، ثم ترجم إلى الإنجليزية فى عام 1977، ويعتبر فحص للآليات الاجتماعية والنظرية التى كانت وراء الاختلاف الرهيب بين نظم العقاب فى العصر الحديث.
ويبدأ الكتاب برسم تصويرى لعملية تنفيذ حكم الإعدام عام 1757 على روبرت فرانسوا ديمي، الذى حاول اغتيال لويس الخامس عشر.
وفى الصفحة المقابلة وضع صورة لمخطط سجن صمم بعد 80 عاماً فقط، ويتساءل فوكو عن الطريقة التى تغير من خلالها المجتمع الفرنسى فيما يخص معاقبة المدانين فى مدة قصيرة إلى هذا الحد.
الكلمات والأشياء
كتاب "الكلمات والأشياء" صدر عام 1966، و ترجم إلى الإنجليزية عام 1970 ونشر بالعربية أيضاً، وهو بحث حفرى فى العلوم الإنسانية، حيث يبدأ الكتاب بنقاش مفصل وموسع حول لوحة الوصيفات للرسام دييجو فيلاسكيز، والترتيب المعقد للشخصيات المصورة فيها، بين الخفاء والظهور.
ثم يتطور موضوعه الأساسى إلى أن كل مرحلة تاريخية تمتلك شروطاً خاصة للحقيقة تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول، ومثال ذلك الخطاب العلمي، الذى جادل فوكو بأن شروط الخاطب العلمى تغيرت مع الزمن بقفزات مفاجئة وكبيرة، ما بين مرحلة معرفية إلى أخرى.
ولادة العيادة
ويعد كتاب "ولادة العيادة" لميشيل فوكو، أشبه بحفريات فى التشخيص الطبي، نشر عام 1963 فى فرنسا ليترجم إلى الإنجليزية فى 1973 وهو متوفر بالعربية أيضاً، و يقتفى هذا الكتاب آثار تطور مهنة الطب، على مر العصور المختلفة، وبخاصة مفهوم "العيادة" عند العامة وأسباب إنشائها.
إرادة المعرفة
"إرادة المعرفة" هو عبارة عن مقال سعى من خلاله الفيلسوف ميشيل فوكو، إلى دراسة كيفية تشكل مجال المعرفة المسمى "الجنسانية"، أو معرفة وإدراك الجنس البشري، كممارسات ومؤسسات ساعدت على توليده، وما تبع ذلك من عواقب قسرية، واعتبره البعض المقدمة لدراسات أوسع قدمها فوكو عن تاريخ الجنسانية.