يقيم المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامى حفل توقيع لكتاب " الغرب فى الثقافة العربية من 1876 إلى 1935" والصادر مؤخرا عن المركز القومى للترجمة وذلك بحضور المؤلفة ماريا اَفينو، الدكتور حسين محمود والدكتورة لمياء الشريف وذلك فى تمام الخامسة من مساء الاثنين المقبل الموافق 17 أكتوبر بمنفذ البيع بمقر المركز القومى للترجمة .
يتحدث المترجم الدكتور حسين محمود عن أهمية الكتاب :"أدى تطور الصحافة الثقافية الاستثنائى فى القرن التاسع عشر إلى إحداث آثار إيجابية للغاية مثل اعادة بناء العلاقة المقطوعة بين العرب وبقية العالم من خلال نشر الأدب الغربي.
ونتيجة لذلك أدى هذا الوضع الثقافى الجديد إلى انطلاق نقاش حيوى بين المحافظين والمجددين وبين مؤيدى الحداثة والتقليديين المعنيين بالتأثيرات الثقافية واللغوية وأيضًا السياسية والاجتماعية للثقافة الغربية على العالم العربي.
إذا كان هناك ازدهار للمجلات السياسية والقومية والاجتماعية والثقافية فى جميع أنحاء الشرق الأدنى فإن هذا لا يرجع فقط إلى الدور الكبير للترجمة ولكن أيضًا إلى نشاط النشر المذكور أعلاه مع ميلاد مئات من دور النشر والتى وضعت هدف استعادة كرامتها لأدبها كأدب وطنى من خلال الترابط مع الآداب الأخرى وبصورة خاصة مع روح أولئك الذين يتطلعون إلى المستقبل بحرية وبدون تصورات مسبقة حيث يمكن تشكيل أجيال كاملة من المثقفين العرب ويمكنهم أن يسمعوا أصواتهم على عكس الماضى وعلى وجه التحديد من خلال صفحات من بعض المجلات الأدبية الهامة التى حددتها لنا ماريا أفينو بشكل دقيق وشامل.
ومن أجل متابعة تطور النقاش الذى فتح حول علاقة الثقافة العربية بثقافة الغرب والتى تطورت بسبب انتشار الأخيرة فى العالم العربى فقد تم فحص بعض المجلات المنشورة فى منطقة الشرق الأوسط بداية من نهاية القرن التاسع عشر.
إن اختيار هذا المجال ينبع من حقيقة أنها مارست أولوية لا شك فيها فى النهضة العربية الحديثة والتى امتدت من هناك إلى الشرق العربي.
حاولت المجلات التى تم فحصها هنا ولا سيما "الهلال" و "المقتطف" و "الأمة"، تقديم رؤية واسعة ومفصلة للمشهد الثقافى لتلك السنوات حيث أن نشاط "الهلال" و"المقتطف" أيضاً امتد على مدار عدة عقود وقد اكتسبت هذه المجلات مكانة كبيرة فى المجال الأدبى (وقد تم الاعتراف بهذه المكانة مرارًا وتكرارًا) بحيث يتاح لنا من خلال فحصها أن نفهم تمامًا توجهات الثقافة العربية خلال فترة النهضة.