نلقى الضوء على كتاب صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية،هو كتاب صفة الجمال فى وعى الإنسان: سوسيولوجية الاستطيقية للدكتور رفعة الجادرجي.
يقول الكتاب إنه مع تطور الإنسان العاقل، حيث غدا الفكر يطلق قدرات التفكر والمساءلة ويتأمل فى واقع وجود الذات، بات هذا الإنسان يعى عبثية وجوده الذى لا معنى له. فما إن يؤمِّن هذا الإنسان القدرة على البقاء من خلال البعدين النفعى والرمزى فى مركّب الحاجة لديه، حتى يشعر بالملل من تكرار هذا الدور، فتُقدم قدرات الابتكار التى يتمتع بها الفكر، بتفاعلها مع القدرات المعرفية والحسِّية، على ابتكار أداة الاستمتاع بالوجود، المتمثّلة بالبعد الثالث، أى البعد الاستطيقى بوصفه وعياً سيكولوجياً بضرورة تجاوز ملل الوجود وعبثيته. هنا يكمن السؤال: لماذا هنالك وعى بجمال الأشياء فى وعى الإنسان؟ فوضع الجادرجى المبادئ الماديّة لدراسة ظاهرة الجمال فى الوعى وعلاقة هذا الوعى بمادّيّة أشكال الأشياء الطبيعية والمصنّعة.
هذا الكتاب هو دراسة فلسفية عن ماهية الجمال فى سوسيولوجية وعى الإنسان وحاجته إلى صفة الجمال. يعرض الكتاب ويحلل علاقة الإنسان بالعمل وحاجاته المعيشية والسيكولوجية لهذا العمل منذ نشوئه ككائن عاقل، وتأثير التطور الحضارى فى التوازن بين الدوافع النفعية والرمزية فى مركّب الحاجة لديه وبين الدوافع الجمالية المهددة بالحصار عند الإنسان المعاصر، وبخاصة مع التطور الحضارى وصعود الثورة الصناعية وما رافقها من مكننة وتلوّث للرؤى البصرية لمعالم البيئة المعمَّرة.