صدرت الترجمة العربية لكتاب "فى وداع غابو ومرسيدس مذكرات جابرييل ومرسيدس"، والتى يرويها ابنهما "رودريجو" عن دار أثر وقام بنقلها إلى اللغة العربية، المترجم أحمد شافعى.
وفى هذا الكتاب يتذكر ابن أحد أعظم الكتاب في عصرنا الحائز على جائزة نوبل والأيقونة الأكثر مبيعًا عالميًا جابرييل جارسيا ماركيز والده المحبوب وأمه في هذه المذكرات الرقيقة عن الحب والخسارة.
لكن كيف بدأت فكرة تدوين تلك المذكرات؟ في مارس 2014 أصيب غابرييل غارسيا ماركيز ، أحد أشهر الكتاب في القرن العشرين ، بنزلة برد أما المرأة التي كانت بجانبه لأكثر من خمسين عامًا ، زوجته مرسيدس برشا ، فلم تكن متفائلة ؛ كان زوجها ، المعروف باسم "غابو" ، يبلغ من العمر حينها 87 عامًا ويكافح الخرف وقد أخبرت ابنهما رودريجو :"لا أعتقد أننا سنخرج من هنا".
عند سماع كلمات والدته ، تساءل رودريجو ، "هل هكذا تبدأ النهاية؟" ولفهم الأحداث عندما تتكشف بدأ في كتابة قصة أيام جارسيا ماركيز الأخيرة، والنتيجة هي هذا الكتاب الحميم والصادق الذي لا يفكر فقط في موت والده ولكنه يكشف عن إنسانيته الرائعة.
يقدم الكتاب مذكرات مضيئة وعمل ريبورتاج مفجع يحول وداع غابو ومرسيدس هذه العبقرية الشاهقة من مبدع أدبي إلى بطل الرواية ويرسم صورة غنية وواضحة لعائلة تتغلب على الخسارةفي وسطها رجل في أضعف حالاته، تتألق روح الدعابة له حتى مع تضاؤل وجوده وحضوره وبينما يتذوق غابو المودة والاهتمام من أولئك الذين في فلكه ، يتصارع مع ما سيخسره وما فقده بالفعل وطوال رحلته الأخيرة ظلت زوجته مرسيدس ذات الشخصية الجذابة ورفيقته الدائمة كان أحد أهم المؤثرات على حياة جابو وفنه.
ويحتفى الكتاب بالطبع بالإرث الهائل لوالدي رودريجو ، ويقدم نظرة غير مسبوقة على الحياة الأسرية الخاصة لجابرييل جارسيا ماركيز.