تمر اليوم ذكرى رحيل الروائى الكبير جمال الغيطانى، إذ رحل عن عالمنا فى 18 أكتوبرعام 2015، وهو أحد أبرز كتاب الرواية العربية، وهو واحدًا ممن قادتهم الموهبة إلى بلاط صاحبة الجلالة وفرضته على الساحة الأدبية كأحد أهم الأدباء فى مصر والعالم العربي، أحد أبرز الأصوات الروائية العربية فى نصف القرن الأخير، إنه جمال الغيطاني.
أصدر الغيطانى عشرات الأعمال ما بين التاريخ والقصة والرواية، وفى التقرير التالى نرصد أشهر رواياته، وهى:
الزينى بركات
رواية "الزينى بركات"، أحد أهم الروايات البارزة فى الروايات العربية، التى صدرت عام 1974، وجسدت تجربة معاناة القهر البوليسى فى مصر، حيث كانت تدور حول شخصية تدعى "الزيني" والذى كان يعمل كبيرا للبصاصين، أى رئيسا للمخبرين، فى عهد السلطان الغورى أوائل القرن العاشر الهجرى، وهى فترة كان الشعب يعانى فيها من سطوة السلطان وصراع الأمراء واحتكار التجار وعيون البصاصين، فكانت الرواية نموذجاّ من نماذج القهر والاستبداد التى تعرض له المصريين فى هذه الفترة.
وترجمت رواية "الزينى بركات" إلى الألمانية والفرنسية عام 1985 بعد أن حققت صدى طيباً فى وسط الدوريات الثقافية فى العالم، كما تحولت الرواية إلى مسلسل مصرى تاريخى من إخراج يحيى العلمى وبطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوى
حارة الزعفران
رواية " وقائع حارة الزعفراني" واحدى من أهم أعمال الغيطانى المتميزة والتى تشعر معها أنك تقرأ لكاتب "عربيّ" من الزمان الغابر. تشعرك هذه الرواية بأنها قصة حقيقية وأنك قد صادفت مقابلة اشخاصها يوماً ما فى حياتك أو تعرف أحدهم، فهذه الرواية شبيهةٌ بحوارى نجيب محفوظ الروائية -من بعض الزوايا على الأقل، وقد ترجمت هذه الرواية الى الالمانية عام 2009.
الزويل
رواية الزويل، هى إحدى أهم أعمال الغيطانى، والتى تأخذك تفاصيلها إلى كثير من المفاجآت الصادمة، حيث تدرك فجأة أن لا شىء مقصود لذاته ولا شىء مقصود لشيء بعينه وعليك أنت أن تفك تلك الطلاسم بنفسك.
"الزويل"، رواية غريبة عن زمن سحرى تدور حول قبيلة "الزويل" تعيش بين مصر والسودان، والتى تخطط لحكم العالم.
البصائر والمصائر
تعتبر رواية البصائر والمصائر واحدة من أخصب المحاولات الأدبية التى قام بها الغيطانى والتى قدمها عام 1988، فهى رواية عميقة حيث تظل من أبرز الأعمال الأدبية فى الثمانينيات، والتى أبرزت التحولات الكبرى فى المجتمع المصرى نتيجة الانفتاح الاقتصادى المشوه، وتعبر عما جرى للمصريين اللذين حاربوا والذين خرجوا من الوطنوتغربوا فى بلاد النفط.
ترجمت رواية "البصائر والمصائر" إلى الألمانية عام 2001، وجاء على غلاف الرواية، تعليق للمفكر السيد يس، يرى فى الرواية المغامرة الإبداعية الأهم لجمال الغيطانى.
حكايات الخبيئة
تناقش الرواية التناقضات الموجودة فى أعماق النفس البشرية، ففشى «الغيطاني» سر الخبيئة ويكشف عن التناقضات التى تتصارع فى أعماق البطالة، حيث يتشابك الواقع والوهم، وتتداخل الرؤى لدرجة انعدام الرؤية عند البعض، وبموهبة كبيرة ينفذ الغيطانى إلى أعماق شخصياته كى ينبش عما هو متجذر فى أعماق الذات كما يعيد الأشياء والشخصيات إلى أحجامها الحقيقية كى لا نراها إلا كما هى فجة وعاديةً تتحرك بدوافع من الشهوة والطمع ولا تترافع عن الأهواء والغايات.