بعد مقتل الجنرال كليبر، تولى الجنرال مينو قيادة الحملة الفرنسية في مصر، لكن الأخير لم يكن مثل سابقه، أحب تلك البلاد، وقرر أن يستمر فى مصر، لكن لم تأت الرياح كما تشتهى السفن، لتغادر الحملة مصر بعد هزيمتها على يد الإنجليز، وتوقف هنا حلم الجنرال الفرنسى جاك فرانسوا مينو القائد الأخير للحملة الفرنسية فى مصر.
وتمر اليوم الذكرى الـ 221 على الحملة الفرنسية على مصر بقيادة الجنرال جاك فرانسوا مينو بمغادرة الأراضي المصرية، بعدما استمرات ثلاثة سنوات، ومر على قيادتها 3 جنرالات هم نابليون بونابرت، وكليبر ومينو.
تزوج الجنرال مينو من جميلة جميلات الفتيات المصريات هى زبيدة البواب، بعدما أشار إليه الطبيب الفرنسى شوفور، وأعلن الرجل إسلامه، لكن ما هو موقف قائد الحملة وصاحبها التي ارتبطت بها اسمه، الجنرال نابليون بونابرت؟
وبحسب مقال للدكتور محمد أبو الفتوح غنيم بعنوان " الجنرال مينو.. والمتاجرة بالدين وبالزواج" فأنه على الرغم مما واجهه مينو بسبب إقدامه على هذه الزيجة من سخرية واستياء قواد وجنود جيش الشرق الفرنسي، إلا أنها أسعدت قائده بونابرت، الذي رحَّب بها، كما يتضح من رسالة وردت في مجموعة الأوامر العسكرية اليومية لنابليون بونابرت في مصر أرسلها إلى الجنرال مينو هنأه فيها على إسلامه كما يلي: إلى الجنرال مينو، مركز القيادة - (26 فبراير 1799)، لقد علمت بكل سعادة أيها الجنرال المواطن من رسالتك بتاريخ 27يناير أنك قد ذهبت لتؤم الصلاة في المسجد.....
ولهذا ليس بمستبعد أن يكون زواجه، ومن قبله إسلامه، إنما كان قناعاً لتحقيق أغراض عسكرية وسياسية، ولم يكن عن اقتناع كاف، وإيمان عميق بالإسلام ورسالته. ولعل يوميات الحملة الفرنسية في مصر ومخاطبات القادة تفصح عن الكثير في هذا الشأن، فقد كتب مينو لصديقه ديجا (أحد قواد الحملة الفرنسية وعيَّنه نابليون حاكماً على القاهرة): يجب أن أحيطك علماً يا عزيزي الجنرال بأنني قد اتخذت لي زوجة، وإنني أعتقد أن هذا الإجراء يخدم الصالح العام.
وهو خطاب تستشعر منه أنه يبرر فعلته، وأنه يفصح عن نيته من وراء هذا الزواج ألا وهو الصالح العام الفرنسي بالطبع.