شهد المركز الدولي للكتاب التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، مساء أمس الخميس، ندوة مناقشة رواية "القارورة الزرقاء" للكاتب الدكتور شريف مليكة، وناقش الرواية الدكتور صلاح السروي، والدكتورة بسمة صقار، وأدار اللقاء الإعلامي خالد منصور.
وقال الدكتور صلاح السروي، إن الرواية أبرزت عدة نقاط مهمة فيما يخص فنيات الرواية العربية بشكل عام، حيث أنها تعتبر رواية أجيال ورواية مهجر ورواية ذات جانب روحاني، وقد ظهر ذلك جلياً في مفهوم الرحلة بدءًا من الانتقال من مصر إلى أمريكا ثم الانتقال من شرق أمريكا إلى غربها على نحو يفضى إلى الإحساس بحالة من البرزخية؛ يضاف إلى ذلك وهو العنصر الأكثر أهمية الرحلة التي قامت بها الجَدة في موتها المؤقت ورجوعها منه مما يجعل مفهوم الرحلة هو مفهوم أساسي ومحوري بشكلٍ عام.
وأضاف أن مفهوم الرحلة الأخير هو المفهوم الذى على أساسه يحدث تحول كبير جداً على مستوى وعى الشخصيات وعلى مستوى إحساسها بالعالم وإحساسها بأنفسها لتقترب جميعاً من مفهوم جوهري تحاول الرواية تطرحه وتصل إليه ألا وهو مفهوم التسامح وعدم احتكار الحقيقة والتعايش ما بين المختلفين وما إلى ذلك، موضحا وبالتالي فهي رواية تضرب في أكثر من جهة وأكثر من جانب كما أنها تحمل رسالة إنسانية على قدر من السمو.
ومن جانبه أشارت الدكتورة بسمة صقار إلى الخط المميِّز والواضح في روايات دكتور شريف مليكة هو الرحلة والغربة وتأثيرها على سلوك وأفكار الأبطال المحوريين في الرواية حيث أنه دائماً ما يكون المحور الرئيسي في الرواية هو ما أخذه بطل الرواية من وطنه أثناء غربته ويظهر ذلك واضحاً في رواية قارورة زرقاء التي هاجرت بطلتها المحورية وهى شخصية " الجَدّة "من مصر إلى نيويورك والتي تلخص ما أخذته داخلها من مصر في كيفية الاندماج حيث اندمجت بشكل رائع مع المجتمع بدليل ارتباطها بشخص تشيكوسلوفاكى وفى نفس الوقت كان العلم هو القيمة التي أخذتها من مصر ومن أسرتها فرسخت هذه القيمة في ابنتها من حيث أنها لابد أن تتحصل على أعلى درجات التعليم.
وتحدثت عن نقطة مهمة أثارتها الرواية ألا وهى إشكالية الوجود والإله والإيمان هل نحن وُجدنا من العدم وسننتهى إلى العدم وهل منظور كل إنسان للإله هو منظور واحد وهل كل شخصية من شخصيات الرواية تتعامل مع العالم الآخر بنفس المنطلق وبنفس الرؤية.
كما تحدثت أيضًا عن جزء مهم في الرواية وهو الأبدية والعالم الآخر أننا نعود حتى وإن لم نعد أحياء إلى أوطاننا سنعود في قارورةٍ زرقاء على شكل رماد.
أما الإعلامي خالد منصور فقد لفت انتباهه في الرواية فكرة الاندماج والجدلية التي تحدث حولها والتي تكمن فيما يقابله المهاجر في البلد المسافر إليها وقد تمثل ذلك في مشهدين رسمهما الكاتب للعائلتين اللتين هاجرتا أمريكا، وأشار إلى اختلاف مستويات اللغة خاصةً في الاشتغال على فكرة الحلم حيث المجاز والاستعراض اللغوي المختلف عن سير الأحداث.
وتحدث عن حرص الكاتب على إظهار أصول الشخصيات الموجودة في الرواية، كما تحدث عن الجزء الخاص بكيفية تفكير الشخصيات في وجودية الإله القائم على رحلة كلٍ منهم وقد ضرب مثلاً بذلك الشخص التشيكوسلوفاكي وهو من النصف الأفقر في تشيكوسلوفاكيا والذى عانى القهر والفقر ففي ظل الظلم الذى تعرض له فقد الثقة في لحظة من اللحظات في وجود إله.
وأشار إلى جانب آخر وهو الثنائية بين الروح المقدسة والجسد المدنس والتي عكسها الكاتب في شخصية الابن الذى كان ما بين فكرة متطلبات الجسد كشاب مراهق وفى نفس الوقت يرى ذلك خطيئة حتى أنه في لحظة من اللحظات أراد الرهبنة.