بعد أنباء تحويل رواية واسينى الأعرج "مى.. ليالى إيزيس كوبيا" إلى عمل درامى وفقًا لما أعلنه الأديب الجزائرى الكبير على صفحته على موقع فيس بوك يبزر سؤال حول تشخيص الأديبة الراحلة مى زيادة التى مثلت علامة فارقة في عالم الأدب حيث لم تظهر سوى في مسلسل لبنانى بعنوان جبران خليل جبران الملاك الثائر على الرغم من ثراء قصتها.
وقد ظهرت شخصية مى زيادة في المسلسل اللبنانى السورى الملاك الثائر الذى عرض في عام 2007 من إخراج محمد فردوس أتاسي والذى يتناول قصة حياة الأديب والشاعر اللبناني المبدع جبران خليل جبران، ويروي المسلسل سيرة جبران منذ ولادته في بلدة بشرى اللبنانية عام 1883م قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة ويقيم في مدينة بوسطن الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر وحتى وفاته في مدينة نيويورك عام 1931، ولم تظهر شخصية مى زيادة كثيرا في هذا العمل الدرامى.
وفى الكتب ظهرت مي زيادة أديبة لامعة كما في كتاب مى زيادة نصان مسرحيان الصادر عن المحلس الأعلى للثقافة لسامية حبيب حيث عاشت في مصر كل عمرها، منذ قدمت للقاهرة بصحبة والدها إلياس زفور زيادة ووالدتها نزهة معمر، عام 1908م ، وحتى وفاتها عام 1941م.
وكانت حياة مي حافلة بالنشاط الثقافي والاجتماعي، مما جعلها تبرز ويتسع صيتها الأدبي وقد كتبت في كثير من مجالات الأدب مثل القصة والشعر والمقال والخطبة الأدبيّة والتراجم الأدبيّة والرسائل المتبادلة بينها وبين أعلام عصرها نشرت بعد وفاتها وخاصة رسائل جبران خليل جبران وعباس محمود العقاد.
حظيت مي زيادة بمكانة كبيرة في الثقافة العربية في عصرها وإلى الآن لما طرقت من مجالات الكتابة والموضوعات الفكرية والإنسانيّة التي أثارتها، ونستطيع أن نضيف إلى مجمل ريادة مي، كتاباتها للدراما ولو في صورة بدائيّة، ربما لو تفرغت لها بالقدر الكافي لكانت قد تركت بها بصمات ذات شأن مثل كتاباتها في المجالات الأدبيّة الأخرى.
وفى كتاب نوال مصطفى مى زيادة أسطورة الحب والنبوغ تكشف الكاتبة أسراراً كانت لا تزال حتى الآن يكتنفها الغموض وتحيطها مساحة من الضباب مثل قصص الحب في حياتها وإصابتها بالجنون في أخريات أيامها وهل كانت قصة مختلفة ومؤامرة خسيسة نسجت بذكاء لاغتيالها معنوياً ثم مادياً؟